المخاطر التي تهدد إسرائيل تفاقمت في الآونة الأخيرة على الرغم من حالة الهدوء الأمنية
تاريخ المقال
المصدر
- لا شك في أن الإسرائيليين المتقدمين في السن لا يذكرون فترة أكثر أمناً وهدوءاً من الفترة الحالية، ذلك بأن السلام مع كل من مصر والأردن أصبح مستقراً، كما أن لبنان لم يعد مصدراً للتوتر في كل لحظة، فضلاً عن أن سورية تلتزم الهدوء.
- ومع ذلك، فإن كل طفل في إسرائيل يدرك أن المخاطر التي تهددنا لم تختف من الوجود، بل وتفاقمت في الآونة الأخيرة أيضاً، وفي مقدمها الخطر القادم من إيران، والخطر الكبير الكامن في مخازن الأسلحة لدى كل من حزب الله في الشمال و"حماس" في الجنوب. ووفقاً للتسريبات إلى وسائل الإعلام فإن لدى كليهما آلافاً وربما عشرات الآلاف من الصواريخ وقذائف الهاون التي يمكنها أن تصل حتى منطقة غوش دان [وسط إسرائيل]، والتي إذا ما أضيفت إلى ترسانة الصواريخ الموجودة في حيازة سورية، فإن في إمكان هذه الصواريخ كلها أن تصل إلى أي منطقة في إسرائيل.
- ولا بُد من القول إن تزوّد سورية وحزب الله و"حماس" بهذه الصواريخ لم يكن من قبيل المصادفة، وإنما كان نتيجة الدرس المهم الذي استخلصوه من تجارب الحروب السابقة، وفحواه تهديد الحلقة الأضعف في إسرائيل وهي الجبهة الداخلية. وليس من قبيل المبالغة القول إن سلوك السكان المدنيين في إسرائيل في إبان حرب الخليج الأولى سنة 1991 هو الذي أقنع المحيطين بنا بأن الجبهة الداخلية تعتبر النقطة الأضعف في إسرائيل، وذلك عقب قيام نحو نصف مليون شخص من مدينة تل أبيب بالهروب منها بعد تعرضها لقصف الصواريخ العراقية، علماً بأن عدد الصواريخ التي سقطت في ذلك الوقت لم يتجاوز الـ39 صاروخاً، وأنها تسببت بوقوع أضرار مادية جسيمة لكنها لم تسفر إلا عن مقتل شخص واحد، أي أقل من عدد القتلى في حادث طرق من طراز حوادث الطرق المروعة التي تشهدها إسرائيل كثيراً.
- إزاء ذلك، فإن السؤال الذي يجب طرحه هو: ما هو الدرس الجوهري الذي يتعين علينا نحن الإسرائيليين أن نستخلصه؟ إنه، أولاً وقبل أي شيء، خلق روحية جديدة في صفوف السكان المدنيين في إسرائيل تجعلهم أكثر تمسكاً ببلدهم في أوقات الأزمات، وتطبيق هذا الدرس ليس بحاجة إلى ميزانيات أو إلى أموال طائلة، وإنما إلى زعامة تقول الحقيقة للناس وتبعث الأمل في نفوسهم.