احتجاج المثقفين على التحريض والعنصرية
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- إن الطلب الذي تقدمت به مجموعة من الأكاديميين والمثقفين، إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والذي طالبته فيه بتعليق عمل الحاخامين الموقّعين رسالة التحريض ضد العرب في إسرائيل، وبمنع تصويت الكنيست على اقتراح القانون العنصري، هو احتجاج مهم ويأتي في وقته.
- منذ وقت طويل يسود الانطباع أن الأكاديميين والمثقفين فقدوا تأثيرهم، إمّا بسبب الإحباط، وإمّا لإحساسهم بالعجز أمام موجة الأحداث الخطرة، والمبادرات التشريعية التي لا تفعل الحكومة أي شيء لوقفها، وبسبب الحملة المستمرة لليمين المتطرف لنزع الشرعية عنهم.
- إن تراجع النزعة الإنسانية الليبرالية في المجتمع الإسرائيلي أمر مثير للقلق، ومن واجب الأكاديميين والفنانين والمثقفين مقاومة ذلك. وهذا نضال صعب ربما يُواجه بردات فعل عنيفة، وربما سيُعاقب من جانب المؤسسة الحاكمة، لكن عليهم ألاّ يتراجعوا.
- يتعرض المواطنون في إسرائيل في الفترة الأخيرة للتحريض من جانب طرفين أساسيين هما أعضاء الكنيست والحاخامون. فأعضاء الكنيست يستخدمون زعامتهم، أما الحاخامون فيدّعون أنهم يتحدثون باسم الله والأخلاق. وقد سيطر الطرفان على الحيز العام، وبدا كما لو أن كل شيء يجري وفقاً لآرائهما.
- إن الموافقة الضمنية للحكومة على رسالة الحاخامين [التي طالبت بمنع تأجير أو بيع المنازل للعرب]، واعتراض نتنياهو الضعيف عليها، وفضيحة تأييد أغلبية الوزراء لسلسلة القوانين العنصرية (قانون النكبة، وتعديل قانون المواطنة)، أمور كلها تضاعف من هذا القلق. وقد أدى غياب الرد الواضح على ذلك من جانب ناطقين بارزين في الوسط الثقافي، إلى نشوء فراغ خطر في مواجهة التحريض والعنصرية.
- إن العريضة التي قدمها المثقفون تشكل رداً على التحريض، لكنها ليست كافية. ففي المجتمع الإسرائيلي العديد من اليهود ومن العرب الذين يشعرون بالعجز والإحباط بسبب التحريض. لقد آن الأوان كي يقوم ممثلو هذا الجمهور من المدافعين عن الحرية والأخلاق باحتجاج واضح وقوي.