لا نستطيع بناء السلام بهذه الطريقة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • حاول رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن من خلال تصريحاته الرافضة وجود جنود إسرائيليين ضمن القوات الدولية التي ستنتشر على حدود الدولة الفلسطينية، أن يزيل الانطباع الذي تركه كلامه السابق، والذي رفض فيه وجود جنود يهود في هذه القوة.

    ومثل هذا الكلام يدل على عنصرية أبو مازن.
  • بيد أن الأكثر أهمية في كلام أبو مازن، هو حديثه عن القوات الدولية كما لو أنها باتت أمراً مفروغاً منه، وأنه لم يبق إلا البحث في تركيبتها. من هنا ضرورة مناقشة مقولة القوة الدولية من أجل تفنيدها، لأنها تتعارض مع أحد أهم المبادىء الأساسية للعقيدة العسكرية التي وضعها بن- غوريون، والتي تطالب بأن يكون الجيش الإسرائيلي هو الجيش الوحيد الذي يدافع عن دولة إسرائيل، فالجنود الأجانب لن يسفكوا دماءهم دفاعاً عنها.
  • ففي جميع الحالات التي جرى الاعتماد على القوات الدولية، فشلت هذه القوات فشلاً ذريعاً في القيام بمهمتها، وكان ضررها أكبر من فائدتها. فعلى سبيل المثال لم تنجح قوة المراقبين الدوليين الذين أوكلت إليهم مهمة مراقبة تطبيق اتفاقات الهدنة بعد حرب الإستقلال [حرب 1948]، في منع الهجمات السورية على المستوطنات في الشمال، بل إنها أعاقت الرد الإسرائيلي عليها.
  • وهذا ما جرى أيضاً مع قوة المراقبين التي دخلت سيناء وقطاع غزة في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي في سنة 1957، فهذه القوة غادرت سيناء قبل حرب الأيام الستة بطلب من الرئيس المصري عبد الناصر. وطوال 30 عاماً كان دور قوات الطوارىء، اليونيفيل في لبنان، في مواجهة الإرهاب ضئيلاً للغاية. وقد اضطرت القوات الأميركية والفرنسية التي انتشرت في بيروت في سنة 1982، إلى الانسحاب من هناك بعد الهجمات الكبيرة التي تعرضت لها من جانب حزب الله، وهذا ما حدث أيضاً في أماكن أخرى في العالم.
  • وفي المقابل، فإن القوة الدولية على الحدود التي لم تفشل في مهماتها هي قوة المراقبين في سيناء المنتشرة على الحدود مع مصر منذ أكثر من ثلاثين عاماً. لكن هذه القوة لم تُختبر قط، لأن مصر تتقيد بدقة بالبنود الأمنية الواردة في اتفاق السلام مع إسرائيل.
  • وفي حال انسحبت إسرائيل من يهودا والسامرة، فثمة احتمال كبير في أن يتصرف الفلسطينيون كما تصرفوا بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة: أي عودة القصف الصاروخي على المدن الإسرائيلية. أمام هذه السوابق التاريخية كلها، فإن احتمال أن تمنع القوة الدولية حدوث ذلك هو أمر ضعيف جداً. وسيبقى السبيل الوحيد لمواجهة هذا الخطرهوالعمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي. من هنا، فإن وجود قوات دولية سيعرقل مثل هذه العمليات، وسيعوق ممارستنا حقنا في الدفاع عن سيادة إسرائيل.
  • هل معنى ذلك أنه من الأفضل عدم وجود قوات دولية، وأن يكون في مواجهتنا قوات فلسطينية فقط؟ إن وجود القوات الدولية مضر أكثر من عدم وجودها، لكن على إسرائيل ألا تضطر إلى الاختيار بين هذين الأمرين. وينبغي لها التمسك بحقها في الحصول على حدود قابلة للدفاع، وأن تُبقي تحت سيطرتها وادي الأردن، وطريق القدس الالتفافي، والكتل الاستيطانية الموجودة على طول الخط الأخضر. كما يجب أن يكون الجيش الإسرائيلي هو الجيش الوحيد الموجود في هذه المناطق.