· يمكن القول إن جوهر ما سيترتب على قيام موقع "ويكيليكس" الإلكتروني خلال الأيام القليلة الفائتة بنشر وثائق الإدارة الأميركية السرية، بالنسبة إلى إسرائيل، هو قيام زعماء هذه الأخيرة بإبداء مزيد من الحذر إزاء التكلم بلغتين مع جميع رؤساء الدول، ولا سيما مع رئيس الولايات المتحدة. فمن المعروف أنه لا يوجد حتى الآن رئيس حكومة في إسرائيل إلا وأقدم على إشراك الرئيس الأميركي برؤيته السياسية العامة، وعلى تنسيق تطلعاته مع تطلعات البيت الأبيض، الأمر الذي يعني أنه كان يساير الرئيس الأميركي في كل شيء حتى لو قام لاحقاً بعرض عضلات أمام ناخبيه وأمام الجمهور العريض في إسرائيل.
· ومع ذلك، ثمة احتمال كبير الآن في أن يقوم رئيس حكومتنا وزملاؤه الوزراء باستغلال تسريبات "ويكيليكس" لمصلحة دولة إسرائيل والقول للمسؤولين الأميركيين "لا يمكننا الاعتماد عليكم، لأن كل شيء لديكم يتم تسريبه". وبناء على هذا، فإنه سيكون في إمكان رئيس الحكومة مثلاً أن يكسب مزيداً من الوقت للتهرب من اتخاذ قرارات حاسمة، لكن من الصعب تصوّر أن يمرّ الأميركيون مرور الكرام على تصرف كهذا، فضلاً عن أنه لا يمكن تضليلهم طوال الوقت.
غير أنه لا بُد من القول إن أسلوب التكلم بلغتين يخدم السياسة والدبلوماسية والدعاية منذ وقت طويل، ولذا، من غير المتوقع أن يحل محله أسلوب آخر في مجال العمل السياسي والأمني الذي تمارسه إسرائيل.