من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن السلوك الأحمق، والتعامل الفاشل مع قرار تجميد البناء في المستوطنات الذي برز في الأسابيع الأخيرة، أساءا إلى صورة إسرائيل في الخارج، ولم يحسنا علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة. والحق يقال، فإن الحكومة الأميركية، مثلها مثل الحكومة الإسرائيلية، تتحمل المسؤولية عن عدم الكفاءة، وعن الأخطاء الكثيرة التي ارتُكبت في إدارة العملية السياسية.
· لكن هذه الحقيقة التي يمكن أن تعزينا يجب ألاّ تنسينا أنه ليس في استطاعة إسرائيل أن تسمح لنفسها بارتكاب الأخطاء التي ترتكبها الولايات المتحدة. ومن المؤسف أن تبدو إسرائيل حتى أمام أصدقائنا مثل "قطيع من دون راع"، وكدولة تفتقر إلى زعامة. وليس هناك ما هو أسوأ من دعوة وزراء في الحكومة، ورئيس الائتلاف، بعد يوم من عودة رئيس الحكومة من الولايات المتحدة إلى اجتماع هدفه المعلن إفشال سياسة رئيس الحكومة.
· يجب ألاّ يظهر رئيس الحكومة كأنه لا يسيطر على حكومته، ولا يقدر على تطبيق خطوات سياسية. فإذا فشل بنيامين نتنياهو في تجميد البناء 90 يوماً، فإن العالم كله سيدرك أن رئيس الحكومة في إسرائيل عاجز عن حمل حكومته على الموافقه على قرار اتفق عليه مع الولايات المتحدة، وتعهد به أمام وزيرة الخارجية الأميركية. ولن تنفع جميع الحجج والذرائع بشأن الرسالة الخطية التي لم تصل، ولا الكلام عن التفاهمات التي لم يجر التفاهم عليها، ولا الكلام الذي لم يُقل.
· إن رغبة رئيس الحكومة في التوصل إلى تفاهمات معينة مع الولايات المتحدة بشأن تمديد تجميد البناء، هي أمر مفهوم ومحق، كما أن حكومات إسرائيل كلها تصرفت بهذه الطريقة، لكن على الجمهور أن يعرف ما هو ممكن ومعقول وما هو ليس كذلك. فمن غير الممكن الحصول على ثلاثة مليارات دولار في مقابل تجميد البناء 90 يوماً، وخصوصاً في ظل الحالة الاقتصادية الحالية للولايات المتحدة. كما أنه ليس معقولاً أن توافق الولايات المتحدة خطياً على مواصلة إسرائيل البناء في القدس الشرقية، الأمر الذي يتعارض مع السياسة التي تنتهجها منذ 40 عاماً.
· إن وزير التعليم جدعون ساعر اقترح الشروط الصحيحة والملائمة التي يمكن أن تطالب بهـا إسرائيل، مثل التعهد بعدم طلب التجميد مرة أخرى، وقبول الأميركيين ـ لا موافقتهم ـ إعلان رئيس الحكومة أن التجميد لا يُطبق على القدس. وفي حال استطعنا أن نضيف إلى ذلك الموافقة الضمنية وليس الخطية للولايات المتحدة، على وجود عسكري إسرائيلي طويل الأمد في سهل الأردن، نكون قد حققنا إنجازاً مهماً.
· على رئيس الحكومة أن يظهر زعامته وشجاعته، كما أن عليه أن يقدّم إلى الحكومة في أقرب وقت اقتراحه بتجميد البناء، وأن يطلب دعم وزراء حزبه. وعليه أن يوضح لهم أنه لا يقبل بأن يكون تحت رحمة حزب شاس، وأن الخيار الوحيد أمامهم هو إمّا دعم رئيس الحكومة وزعيم حزبهم، وإمّا إسقاط الحكومة.
· إن 700,000 مواطن الذين اقترعوا لليكود، اقترعوا أيضاً لبنيامين نتنياهو، وهم فعلوا ذلك لأنهم أرادوا أن يصبح نتنياهو رئيساً للحكومة، وهم صوتوا لليكود لأنهم آمنوا بأن نتنياهو سيقود إسرائيل إلى الطريق الصحيحة.
لذا، فإن الموافقة على تجميد البناء هي بمثابة اختبار لزعامة نتنياهو الحقيقية التي هو مدين بها للذين صوتوا له.