· ثمة ثلاث حقائق مهمة لها علاقة بالشرق الأوسط تبرز في موجة التسريبات الأخيرة. الحقيقة الأولى هي أن اهتمام الدول العربية بالخطر الإيراني يوازي عشرات المرات اهتمامها بالمشكلة الفلسطينية، الأمر الذي يعني سقوط الحجة الأميركية القائلة إنه من أجل تشكيل جبهة موحدة ضد إيران تنال تأييد الدول العربية، يجب التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، أو الحصول على تنازل إسرائيلي كبير. فهذا الأمر لم يذكره أي زعيم عربي، وإنما شدد الزعماء في المقابل، على الحاجة الملحة إلى معالجة الموضوع الإيراني ولو بالقوة.
· الحقيقة الثانية، إدراك الأميركيين أن تركيا تنجرف نحو معسكر الإسلام الراديكالي، وأن القيادة التركية الحالية تحمل أيديولوجيا الإخوان المسلمين، وليست بعيدة عن وجهة نظر "حماس". أما الحقيقة الثالثة، فهي أن إسرائيل، وفقاً للوثائق المسربة، كانت في سنة 1993، حذرت العالم والولايات المتحدة من إيران، وأن الأوروبيين والأميركيين هم الذين تأخروا في فهم الأمور، ولم يروا الواقع، أو رفضوا مواجهته. كما تُظهر التسريبات أن الانتقادات الموجهة إلى الاستخبارات الإسرائيلية بالمبالغة في تصوير تقدم الجدول الزمني للخطر الإيراني، إنما تستند إلى عدم فهم وجهل بالطريقة الصحيحة التي على أساسها يجري تقويم التقدم في مشروع تكنولوجي، قبل أن تُبذل الجهود لوقفه.
· ليس لدى إسرائيل ما تخجل به مما سُرب من وثائق حتى اليوم. إن صورة الاستخبارات كما تظهر أمام متخذي القرارت في الدولة تتطابق إلى حد بعيد مع الأمور التي طرحتها الوثائق. أما بالنسبة إلى المهتمين بالشرق الأوسط، فإن الوثائق المسربة لم تحمل حتى الآن أسراراً كبيرة.