خسارة تركيا ستلحق بنا ضرراً استراتيجياً كبيراً
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       نشرت في تركيا خلال الأيام المنصرمة مقالات تدعوإلى إعادة النظر في مسألة العلاقات مع إسرائيل. ويبدو أن زيارة أردوغان للبنان في الأسبوع الماضي، والتي بلغت ذروتها في الاستقبال الجماهيري الذي أُعد له في جنوب لبنان، والتهديدات الضمنية التي وجهها إلى إسرائيل، كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر المنتقدين لأردوغان الذين فهموا أنه بدأ بالتحضير للانتخابات التي ستجري في 12 حزيران/يونيو 2011، وأن هدفه هو أن يحقق فوزاً لحزبه يسمح له بإحداث تغيير كبير في الدستور، وإقامة حكم رئاسي. لكن ما لا يفهمه هؤلاء هو: لماذا بدأ حملته الانتخابية من لبنان تحديداً؟

·       يشدد المنتقدون لأردوغان على أن مطالبة إسرائيل بالاعتذار وبالتعويض على عائلات القتلى [في الهجوم الإسرائيلي على أسطول المساعدات التركية] هي مطالبة مشروعة، وأن على إسرائيل الاستجابة لها، لكنهم يحذرون من أن يؤدي التوتر مع إسرائيل إلى تدهور العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، كما يتخوفون من الثمن الباهظ الذي ستدفعه تركيا في حال أدار الأميركيون ظهرهم لها. كما يشكل فوز الجمهوريين في انتخابات الكونغرس سبباً إضافياً يدفع المنتقدين إلى مطالبة أردوغان بتغيير سياسته، لأنهم يفترضون أن الكونغرس الجمهوري سيكون أكثر صرامة تجاه تركيا من الكونغرس الديمقراطي.

·       هل تخلى أردوغان عن الغرب؟ وهل أدرك أن الاتحاد الأوروبي مستعد لأن يلعب لعبة التقارب، لكنه لن يقبل أبداً بانضمام دولة مسلمة إليه؟ أم أنه مقتنع بأن الولايات المتحدة واقعة تحت تأثير اللوبي اليهودي، وبالتالي لن تستطع تركيا كسبها؟ من الصعب الإجابة على هذه التساؤلات. لكن هل من الممكن أن تكون الدعوات التي سمعها من معجبيه الجدد في العالم العربي الذين سموه "بالسلطان"، ودعوه إلى إنشاء السلطنة العثمانية(!) من جديد، قد أفرحت قلبه إلى حد أنه بات مستعداً للتخلي عن العلاقات الجيدة التي كانت له، حتى وقت قصير، مع الغرب، والاستسلام لإعجاب الشارع العربي؟ وهل سيخصص أردوغان وقته منذ الآن للتنافس مع صديقه ـ خصمه محمود أحمدي نجاد على منصب الزعيم الأكثر شعبية في العالم العربي، على الرغم من كونه غير عربي؟

·       من الواضح، أن تركيا دولة ديمقراطية، وعلى الرغم من القيود كلها، فإن هناك مزيداً من الأصوات التي تنتقد سياسة حكومة أردوغان في موضوع أسطول المساعدات إلى غزة - سواء فيما يتعلق بمبادرة إرسال الأسطول، أو بطريقة التصرف التي أعقبت ذلك، ومن الواضح للجميع أنه كان على متن سفينة "مافي مرمرة" مجموعة من المقاتلين الذين كانوا استعدوا بصورة مسبقة للمواجهات مع الجنود الإسرائيليين.

·       على إسرائيل أن تصغي إلى هذا النقاش الداخلي. وهذه هي اللحظة الملائمة للتعبير عن أسفها على سقوط القتلى، ولأن تعرض التعويض عليهم، من دون أن تتحمل مسؤولية مقتل الركاب وأعمال العنف.

·       إن موقفاً من هذا النوع من شأنه أن يزيد في الجدل الداخلي في تركيا، وربما يؤدي إلى تغيير في سياستها. قد تكون تركيا اليوم تدفع ثمن تصرفها المثير للجدل في قضية الأسطول، لكن بالنسبة إلينا، فإن خسارة تركيا ستلحق بنا ضرراً استراتيجياً فادحاً. وقبل أن نتخلى عن تركيا علينا أن نقوم بمحاولة جديدة.