تتضمن الوثائق السرية التابعة لوزارة الخارجية الأميركية، والتي بدأ موقع "ويكيليكس" الإلكتروني نشرها أمس (الأحد)، 2217 وثيقة تتعلق بإسرائيل، ويرتبط الأمر الجوهري في معظمها بممارسة إسرائيل الضغوط على الولايات المتحدة كي تجد حلاً لمشكلة تزوّد إيران بأسلحة نووية.
وتكشف إحدى هذه الوثائق أنه في أيار/ مايو الفائت بلّغ [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو المسؤولين الأميركيين أنه مع [الرئيس المصري] حسني مبارك يعتقدان أن إيران أصبحت دولة نووية، ولذا فإن الوضع [في الشرق الأوسط] بات خطراً للغاية. وتشير وثيقة ثانية إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قدّر في حزيران/ يونيو 2009 أن الفرصة المتاحة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي تتراوح بين 6 و18 شهراً، وبعد هذه الفترة فإن "أي حل عسكري سيتسبب بأضرار لا تُحمد عقباها"، على حدّ قوله.
وثمة وثائق أخرى تشير إلى اعتقاد الولايات المتحدة أن إسرائيل تدرس شن هجوم عسكري على إيران، وتؤكد إحداها أن إسرائيل "اعتبرت سنة 2010 سنة حرجة سيكون من الصعب بعدها التعرض لإيران". وجاء في هذه الوثيقة أيضاً أن إسرائيل تنتظر أن تزودها الولايات المتحدة بقنابل [ذكية] من طراز 28- GBU يمكنها أن تدمر المواقع العسكرية المحصنة.
ووفقاً لوثيقة أخرى، فإن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي مئير دغان أجرى في سنة 2007 محادثات مع مندوب إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش تتعلق بخطة إسرائيلية لتغيير النظام في إيران بواسطة الأقليات والطلبة الجامعيين، وذلك باعتبار هذه الخطة ركناً أساسياً من إستراتيجيا إسرائيلية لمعالجة المسألة الإيرانية، وتتضمن "خمس مراحل" هي: 1- مفاوضات سياسية؛ 2- خطوات سرية اتفق دغان مع المندوب الأميركي على عدم كشفها؛ 3- منع نقل معارف ومعلومات تتعلق بتطوير البرنامج النووي إلى إيران؛ 4- عقوبات اقتصادية؛ 5- تغيير النظام. ومن المعروف أنه بعد عام واحد من هذه الوثيقة اندلعت تظاهرات للطلبة الجامعيين ضد السلطة في طهران.
وتتطرق وثيقة أخرى إلى لقاء عُقد بين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية [أمان] اللواء عاموس يادلين وبين عضو مجلس النواب الأميركي من فلوريدا روبرت فكسلر، ووفقاً لها فإن يادلين ادعى أن إيران غير معنية مطلقاً بتسريع تطوير برنامجها النووي وذلك كي توهم العالم أجمع بأن أهداف هذا البرنامج مدنية محض. وأضاف يادلين أن الإيرانيين يتظاهرون بأنهم معنيون بالمحافظة على مستوى عال من التعاون مع العالم كله بهدف تضليله، لكنهم في الوقت نفسه يعملون على تطوير برنامج إنتاج قنبلة نووية.