وثائق "ويكيليكس" تضعف مكانة الولايات المتحدة الدولية أكثر فأكثر
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       لا شك في أن عملية نشر وثائق دبلوماسية واستخباراتية أميركية سريّة على الملأ، كما يفعل موقع "ويكيليكس" الإلكتروني، من شأنها أن تسفر عن إلحاق أضرار كبيرة، بل أن تؤدي إلى تغيير جوهري في العلاقات الدولية، وفي عمليات اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسات الخارجية والأمنية في العالم كافة.

·       إن المشكلة ليست كامنة فقط في نشر هذا التفصيل أو ذاك من المحادثات الخاصة التي تجري داخل الغرف المغلقة والتي تتضمن قدراً من النميمة، بل في أن الافتقار إلى عنصر السرية لا يتيح إمكان إقامة علاقات حميمة بين دول صديقة أو إجراء مفاوضات بين دول متخاصمة أيضاً.

·       فضلاً عن ذلك، فإن الخشية من حدوث تسريبات بالجملة ستجعل السياسيين وكبار الموظفين والضباط يمتنعون من تبادل الآراء مع نظرائهم في دول أخرى، كما أنها ستتسبب بجعل وكلاء أجهزة الاستخبارات أكثر غربلة للمعلومات التي يقومون بنقلها.

·       ولا بُد من القول إن عملية تسريب الوثائق السرية ستظل محصورة في الدول الديمقراطية الليبرالية، ذلك بأن الدول الدكتاتورية لا تسمح بمثل هذا التسريب وتحكم على مَن يقوم به بالإعدام. بناء على ذلك، من المتوقع أن تواجه الدول الديمقراطية في المستقبل صعوبات كبيرة في التصدي للأخطار الدولية التي تواجهها مثل "الإرهاب" الإسلامي، أو احتمال قيام دول خطرة مثل كوريا الشمالية وإيران بتطوير أسلحة نووية. كما أن عملية التسريب ستضعف الولايات المتحدة أكثر فأكثر، وربما ستسفر عن تقويض مكانتها وزعامتها وقدرتها على التأثير في العلاقات الدولية.

كذلك لا بُد من الإشارة إلى أن من المتوقع أن تتسبب عملية تسريب الوثائق السرية بمشكلات صعبة للولايات المتحدة في علاقاتها مع دول عربية في الشرق الأوسط يُعتبر زعماؤها حساسين للغاية في كل ما يتعلق بصورتهم وكرامتهم الشخصية. وبالتالي فإن على إسرائيل أن تقدّم إلى الولايات المتحدة المساعدة المطلوبة كلها من أجل تجنب أي أزمات يمكن أن تترتب على ذلك.