من المتوقع أن تقوم إسرائيل واليونان قريباً بإجراء أول مناورة عسكرية بحرية مشتركة فيما بينهما بعد إجراء أربع مناورات جوية مشتركة في وقت سابق، الأمر الذي يدل على توثيق التعاون الأمني والاستراتيجي بين الدولتين.
ووفقاً للتقارير التي نشرتها وسائل الإعلام اليونانية خلال الأيام القليلة الفائتة، فإن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي اشتركت في المناورات الجوية المشتركة في اليونان تدربت ضمن أشياء أخرى على شلّ قدرة منظومة صواريخ إس 300 المضادة للطائرات، والتي تُعتبر في الوقت الحالي بمثابة أكبر تهديد للطائرات الحربية. وتؤكد مصادر رفيعة المستوى في اليونان أن المناورات البحرية المشتركة ربما ستجري في بداية السنة المقبلة، وستكون قبالة الشواطئ اليونانية وفي أماكن أخرى في عرض البحر الأبيض المتوسط.
وكانت إسرائيل باعت اليونان في السابق سفناً حربية، وتجري بين الدولتين حالياً اتصالات متقدمة لعقد صفقة أمنية أخرى يتراوح حجمها بين 100 و150 مليون دولار. وتشمل هذه الصفقة على نحو خاص منظومات تجسس إسرائيلية حديثة يمكن تركيبها على طائرات إف 16 الموجودة في حيازة سلاح الجو اليوناني، وتتيح إمكان رؤية بعيدة المدى في أوضاع لا تكون الرؤية واضحة فيها، ولا سيما في ساعات الليل.
وتجدر الإشارة إلى أن شهر العسل الذي تشهده العلاقات الإسرائيلية ـ اليونانية بدأ منذ بضعة أشهر، وخصوصاً عقب الأزمة التي طرأت على العلاقات الإسرائيلية ـ التركية. ويعمل اليونانيون من ناحيتهم على ملء الفراغ الناجم عن هذه الأزمة، وعلى التحول إلى حليف استراتيجي لإسرائيل. مع ذلك فإن مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة اليونانية يحرصون على تأكيد أن هذا التعاون ليس موجهاً ضد تركيا أو ضد الدول العربية.
وكان رئيس الحكومة اليونانية جورج باباندريو أكد في وقت سابق أن علاقات بلده مع إسرائيل "تشهد عهداً جديداً"، لكنه أشار إلى أن اليونان "ترغب في الوقت نفسه في أن تتحسن العلاقات بين إسرائيل وتركيا قريباً وأن تعود إلى مسارها الطبيعي".
هذا، وفي إطار توثيق العلاقات بين الدولتين قام كل من رئيس الحكومة اليونانية ووزراء السياحة والخارجية والاستثمارات الخارجية والقائد العام للشرطة بزيارة لإسرائيل في الآونة الأخيرة، كما قام كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والوزير بني بيغن ونائب وزير الدفاع متان فلنائي ورئيس القسم السياسي ـ الأمني في وزارة الدفاع عاموس غلعاد بزيارة لليونان.