من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· في الأسبوع الماضي عقد طاقم الوزراء السبعة جلسة خاصة للبحث في خطر تدهور الوضع على الجبهة الشمالية في لبنان. فهذا البلد يوشك أن ينفجر، وهو في انتظار صدور القرار الظني في قضية اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري في سنة 2005.
· لكن ما هو الخطر الذي دفع طاقم الوزراء السبعة الآن تحديداً إلى مناقشة التدهور، ولا سيما أن القرار الظني يشغل لبنان منذ أشهر طويلة؟ فتهديدات [السيد] حسن نصر الله بـ "تغيير طبيعة الحكم في لبنان" ليست جديدة، واتهامه إسرائيل باغتيال الحريري ليس أمراً جديداً أيضاً. كما أن سورية والسعودية تجريان حواراً مكثفاً تشارك فيه فرنسا وتركيا وقطر وإيران والولايات المتحدة، من أجل التوصل إلى تسوية تمنع الاشتباك وتحافظ على استقرار البلد. وقد سبق أن أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، ابن المرحوم رفيق الحريري، أنه لن يسمح بتدمير لبنان من أجل والده. وهو يتفق مع [السيد] نصر الله على أن التسوية السورية ـ السعودية مهما تكن، ستشكل الإطار للرد الملائم على القرار الظني. وقد اقترحت تركيا تأخير صدور القرار الظني عاماً وحداً، أما السعودية فتحاول منع صدروه، في الوقت الذي من الواضح للجميع أن صدور القرار سيؤدي إلى موجة عنف جديدة في لبنان.
· إن إسرائيل ومصر هما الدولتان الوحيدتان في المنطقة اللتان لا تزالان تنتظران بلهفة أن تقوم المحكمة الدولية بإدانة حزب الله وأمينه العام، ولا يهمهما ماذا سيحدث في لبنان، بل المهم إدانة [السيد] نصر الله، وكشف الحقيقة مهما يكن الثمن، وإسرائيل ستكون مستعدة كعادتها دوماً. والأكيد أن طاقم الوزراء السبعة بحث، واقترح، وأقر ما سيكون عليه رد إسرائيل في حال أطلق حزب الله صاروخاً واحداً. لقد مرت أربعة فصول صيف من دون حرب على لبنان، ولم تتحقق جميع التوقعات، وبات الوضع لا يُطاق. ربما هذه المرة سننجح، وربما تنقذ محاكمة الحريري إسرائيل من محنتها.
· لكن المسألة هنا لا تتعلق بالسؤال المعتاد، "هل ستقع الحرب؟" وإنما بعدم الاهتمام الواضح بالسياسة الداخلية وبالشؤون الاجتماعية والثقافية للدول التي هي عرضة لعدم الاستقرار. فما الذي تعرفه إسرائيل فعلاً عمّا يحدث في لبنان؟ وماذا تعرف عن العلاقات بين سعد الحريري و[السيد] حسن نصر الله؟ وهل تعرف ما إذا كان الدروز سيشاركون في الحرب الأهلية في حال نشوبها؟ وهل الجمهور المسيحي مستعد اليوم لخوض حرب أهلية من أجل رئيس حكومة سني؟ وهل هناك صلة بين ارتفاع أسعار الشقق في بيروت وبين احتمالات وقوع الحرب؟
· وإلى أي حد تهتم إسرائيل فعلاً بما يجري في إيران، باستثناء عدد مراكز الطرد المستخدمة؟ وماذا تعرف عن الخلاف الداخلي بين القيادة العليا وبين كبار رجال الدين في قم؟ وما هي معلوماتها عن الإضراب الذي أعلنه تجار البازار قبل أسابيع احتجاجاً على نية أحمدي نجاد فرض ضريبة على القيمة المضافة؟ ومَن يتابع في إسرائيل الوضع الاقتصادي المتدهور في سوريه؟ ومَن سمع هنا عن الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي في الأردن، وعن الحكومة الجديدة؟ وهل يعرف أحد اسم رئيس الحكومة الأردنية الجديدة؟
يقوم الفهم الإسرائيلي لما يدور داخل الشرق الأوسط على عدد الصواريخ، وعلى تصريحات [السيد] نصر الله، و كلام أحمدي نجاد الدائم عن المحرقة. أما الفوارق الدقيقة في الكلام، والتعدد في الآراء، والأصوات العقلانية، والصراعات الداخلية بشأن مبادىء الحكم وأساليبه، فأمور لا يلتقطها الرادار الإسرائيلي. هل ستقع الحرب مع لبنان؟ هذا يعتمد على ما ستفعله إسرائيل.