نتنياهو يعمل على كسب مزيد من الوقت بغية التهرب من اتخاذ القرارات الحاسمة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       يمكن القول إن هناك قلقًا يساور وزارة الدفاع في إسرائيل في الآونة الأخيرة جرّاء قيام هيئة الأمن القومية في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية التي يترأسها [مستشار رئيس الحكومة لشؤون الأمن القومي] عوزي أراد بإعداد ورقة عمل تتضمن اقتراحًا إسرائيليًا بشأن إقامة حلف دفاعي استراتيجي مع الولايات المتحدة. وربما يعود هذا القلق إلى واقع أن الجيش الإسرائيلي غير راغب مطلقًا في إقامة حلف من هذا النوع، ذلك بأن هذا من شأنه أن يقيّد قدرة إسرائيل على العمل بمفردها في المستقبل ضد المخاطر التي تتهددها في الدائرة القريبة أو الدائرة البعيدة.

·       وفضلاً عن هذا القلق، فإن هناك شعورًا بالاستغراب نتيجة قيام ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية بإيجاد صلة بين صفقة تزويد إسرائيل بطائرات إف 35 الأميركية المتطورة والتي من المتوقع أن تُنفذ في سنة 2017، وبين احتمال موافقة الحكومة الإسرائيلية على تمديد تجميد أعمال البناء في المناطق [المحتلة] ثلاثة أشهر أخرى، ولا سيما أن هذه الصفقة هي جزء من الالتزام الأميركي التقليدي بالحفاظ على تفوق إسرائيل العسكري في المنطقة، ولا تمت بأي صلة إلى موضوع تمديد تجميد البناء الاستيطاني.

·       ولا شك في أن الذي يفكر في مثل هذين الأمرين [إقامة حلف دفاعي استراتيجي، وتنفيذ صفقة طائرات إف 35 في مقابل اتخاذ قرار سياسي] إنما يهدف إلى إلهاء الإدارة الأميركية بعمليتين إشكاليتين ومعقدتين، ذلك بأن إقامة حلف دفاعي يستلزم مصادقة مجلسي الكونغرس، في حين أن منح إسرائيل 20 طائرة من طراز إف 35 خارج نطاق المساعدات العسكرية الخارجية الأميركية هو أمر شبه مستحيل. ولا بُد من القول إن إلهاء الإدارة الأميركية بذلك الوقت سيكسب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مزيدًا من الوقت يتيح له إمكان التهرب من اتخاذ القرار الحاسم المتعلق باستمرار العملية السياسية مع الفلسطينيين.

·       علاوة على ذلك كله، فإن نتنياهو يطلب من الأميركيين رسالة خطية تتضمن التفاهمات كلها التي تم التوصل إليها بين الجانبين، بما في ذلك التفاهم الذي يقضي بألاّ يكون تمديد تجميد البناء الاستيطاني سارياً على القدس الشرقية. ومن الواضح تمامًا أن الأميركيين لا يمكنهم توقيع رسالة خطية في هذا الشأن ذلك بأنها ستكون مناقضة لسياسة الإدارة الأميركية الحالية المعلنة إزاء القدس الشرقية، وكذلك لسياسة الإدارات الأميركية السابقة كافة.

ومع ذلك، فإنه في هذه الأثناء لا يجري أي حديث عن وجود أزمة في العلاقات الإسرائيلية ـ الأميركية، وإنما وجود خلل. وما يجب تأكيده هو أنه في حال استمرار الحال على هذا المنوال فإن الخلل سيتحول إلى كارثة سياسية وربما أمنية.