الخوف من جبهة شرقية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       أوجد احتلال قوات التحالف للعراق شعوراً كبيراً بالارتياح لزوال الأساس الذي قامت عليه الجبهة الشرقية في مواجهة إسرائيل. وقد أعطى هذا التغير لإسرائيل حرية في المناورة السياسية مع جيرانها، مثل سورية ولبنان، وسمح لها بالتحاور مع الدول العربية بشأن تسوية النزاع مع الفلسطينيين استناداً إلى المبادرة السعودية لسنة 2002، ومحاولة التوصل إلى اتفاق إقليمي.

·       لكن بعد مرور ستة أعوام على غزو العراق، نجد أنفسنا أمام وضع جديد. فالولايات المتحدة تقوم بالانسحاب من العراق تاركة إياه يعاني عدم الاستقرار والانقسام، كما أن مكانة الولايات المتحدة ضعفت في نظر دول المنطقة، واختفى الحاجز الذي كان يشكله العراق بين إيران وإسرائيل.

·       واليوم ثمة إمكان لنشوء جبهة شرقية إسلامية بقيادة إيران التي تطور سلاحاً ذرياً، وذلك بالتعاون مع سورية وحزب الله في جنوب لبنان و"حماس" في القطاع. من هنا، فإن المطلوب هو عرقلة قيام هذه الجبهة، وهذا لا يعني بالضرورة توجيه ضربة إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية.

·       على إسرائيل أن تعترف بأن مهاجمة إيران من شأنها في أفضل الأحوال تأجيل إنتاج السلاح النووي، لكنها لن تمنعه. كما أن مهاجمة إيران لن تؤدي إلى تقوية النظام الإيراني فحسب، بل إن جزءاً من الردع الإسرائيلي سيتضرر بعد الهجوم أيضاً، لأن ميزة الردع تستند إلى تقدير القدرات، ولذا، فإنها ستتعرض للتآكل بعد درس نتائج العمليات. من هنا، علينا أن ندرك أن إيران ستحصل على السلاح النووي، لكن بين حصولها على هذا السلاح وبين استخدامها له هناك مسافة بعيدة. لذا يجب أن نقيم توازناً للرعب مع إيران التي تعرف قدراتنا، لكنها تستغل قوتها من أجل توطيد دعائم زعامتها على دول المنطقة.

·       يُستنتج من ذلك، أن علينا العمل ضمن إطار إقليمي، وأن نتعاون مع الدول التي تتخوف من سيطرة الإرهاب الأصولي على أراضيها بدعم من طهران، والتي تتخوف من عملية عسكرية إيرانية في منطقة الخليج. ونستطيع بالتعاون مع هذه الدول، ومع الولايات المتحدة، العمل على منع سيطرة إيران على العراق، أو على الأقل على الحد منها. فالنفوذ الإيراني في العراق من شأنه أن يزيد في التهديدات على دول المنطقة.

·       إن الخطوات العملية والمهمة التي يمكن أن تساعد في تحسين موقف إسرائيل بصورة كبيرة من الناحية العسكرية والاقتصادية والسياسية هي: التفاوض مع الفلسطينيين والاستعانة بوسيط دولي من أجل التوصل إلى اتفاق؛ إجراء مفاوضات سلام غير مباشرة مع سورية من أجل تغيير توجهاتها وعرقلة انضمامها إلى الجبهة الشرقية؛ تبني المبادرة العربية للسلام والتي يمكن أن تتحول إلى جزء من "الجدار الفاصل" مع إيران.

·       إن تحديد المصالح المشتركة بين إسرائيل وأغلبية جيرانها مثل مصر، والسعودية، والأردن، ودول الخليج، فيما يتعلق بالخطر الإيراني، سيشكل دافعاً إلى التوصل إلى توافق سيساعدنا في الحصول على تأييد المجتمع الدولي لعملياتنا وللاتفاقات الأخرى.