من الجنوب يأتي الشر
تاريخ المقال
المصدر
- كجزء من الموجة الإعلامية التي رافقت في الأشهر الأخيرة غابي أشكينازي، نشرت صحيفة "هآرتس" أمس أن رئيس الأركان أعطى تعليمات واضحة بمهاجمة مواقع مأهولة تابعة لحركة حماس في غزة. وقد يكون هذا جيداً بالنسبة لصورة أشكنازي لدى الجمهور.
- ولكن، نأمل بألاّ تكون هذه التعليمات قد صدرت عنه فقط، من دون موافقة رئيس الحكومة ووزير الدفاع، لأن هذا التفاخر قد يجر الوبال عليه، وقد يأتي يوم يبدو فيه موقفه هذا نقطة التحول التي أدت إلى تدهور غير مضبوط أدى إلى اشتعال الحرب في الجنوب.
- لا يمكن أن يستمر اطلاق النار من غزة على سديروت من دون موافقة قادة حماس، والقيادة العليا في طهران. ومن المحتمل أن ما يجري هو محاولة اختبارـ تحدث أشكينازي أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست عن صاروخ استطاع اختراق دبابة إسرائيلية ـ ولكن من المحتمل أيضاً أن يكون ما يجري محاول بطيئة، ولكن متواصلة لتسخين القطاع، من أجل منع التفاوض السياسي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
- يقوم أعداء إسرائيل على الدوام باختبار قدرة إسرائيل على استخدام القوة من أجل الدفاع عن مواطينها، على الرغم من ان هذا الاستخدام يثير صراخ العالم. إن الحفاظ على التوازن بين خطوات متعارضة تهدف إلى منح أكبر قدر ممكن من الحماية لسكان الجنوب، هو اليوم موضع الاختبار الحقيقي. وهكذا نعود دوماً إلى نقطة الانطلاق التي عبر عنها رئيس الحكومة ليفي أشكول قبل 43 عاماً عندما قال: على إسرائيل أن تبدو مثل "شمشون مسكين"، أي قويه بما فيه الكفاية لتردع، ومسكينة بما فيه الكفاية لتهدئة غضب العالم المعادي لها.
- في أساس هذه العقيدة الإسرائيلية هناك قاعدة راسخة ضرورية من أجل إدارة الأزمة الناشئة: فهذه المرة لن تنتظر إسرائيل سنوات كي تقوم باستخدام فائض قوتها العسكرية لوقف تساقط الصواريخ على النقب. والخوف أنه في المستقبل القريب لن يأتي "الشر من الشمال" وإنما تحديداً من الجنوب.