على رئيس الدولة شمعون بيريس محاربة العنصرية ضد العرب
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • إن نار الكراهية والعنصرية تشتعل في إسرائيل، وتزداد مظاهر الكراهية تجاه المواطنين العرب والمهاجرين الأفارقة يوماً بعد يوم، من رسالة الحاخامين في المدن الداعية إلى عدم تأجير أو بيع المنازل لغير اليهود، مروراً بالتظاهرات التي طالبت بأن تكون بلدة بات يام "يهودية"، إلى الدعوة إلى طرد الأجانب من الأحياء الواقعة في جنوب تل أبيب. كما أن الكراهية تودي إلى العنف: ففي القدس جرى اعتقال عصابة من الشبان المتهمين بمهاجمة العرب لأسباب قومية.
  • إن دعاة الكراهية هم بصورة أساسية الحاخامون في المدن، وأعضاء الكنيست من أنصار كهانا  [نسبة إلى مئير كهانا الحاخام المتطرف المعادي للعرب ومؤسس حركة كاخ العنصرية]، من أمثال عضو الكنيست ميخائيل بن آري (حزب الاتحاد القومي). وهؤلاء يقودون الحملة العنصرية، بينما تقوم المؤسسة السياسية بتغطيتهم سواء بالأفعال أم الصمت.
  • تواصل حكومة بنيامين نتنياهو والكنيست اليميني تشجيع اقتراحات القوانين والمبادرات التي تهدف إلى التمييز ضد المواطنين العرب، وتدعو إلى اعتقال آلاف المهاجرين ووضعهم في معتقلات ضخمة في النقب. إن الرسالة التي تحملها هذه القوانين، تُترجم في مكاتب الحاخامين وفي الشارع عبر الدعوة إلى التحريض الهمجي.
  •  بالأمس حذر رئيس الحكومة من "التحريض على الأقليات والعمال الأجانب، الذي يمكن أن يؤدي إلى أعمال عنف". لكن نتنياهو لا يزور الأحياء ولا البلدات العربية، كما أنه لا يتحاور مع زعماء الجمهور العرب، وهو يفضل عليهم شركاءه في الإئتلاف أفيغدور ليبرمان و إيلي يشاي اللذين يدعوان إلى إقصاء العرب، وملاحقة المهاجرين.
  • في مثل هذا الوضع، ينبغي على رئيس الدولة أن يتدخل. إن لشمعون بيرس مكانة خاصة بوصفه الممثل الرسمي لإسرائيل، وبفضل منصبه العام، وخبرته الكبيرة. ونظراً لكونه رئيساً للدولة يجب عليه أن يعبر عن كل ما يجمع ويوحد. كما عليه أن يقف بوضوح ضد مظاهر الكراهية الداخلية والعنصرية والعنف بين الطوائف والقوميات المختلفة. ومن المفترض أن يكون بيريس غير خاضع للاملاءات السياسية والإئتلافية التي تكبل يدي رئيس الحكومة.
  • يجب على بيرس أن يقوم بزيارة مناطق الاحتكاك، وأن يُظهر للسكان العرب بأنهم مواطنون متساوون مع غيرهم ومرغوب بهم في الدولة. كما عليه أن يلتقي بالضحايا  الذين وقعوا ضحية عنف عصابة القدس، كي يثبت أن ضحايا العنف والجريمة النابعة من دوافع قومية يستحقون أن يعاملوا بطريقة متساوية، بغض النظر عن أصلهم.