"حماس تريد تغيير قواعد اللعبة على الحدود مع غزة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

 

  • تعتبر إسرائيل أن التصعيد على الحدود مع غزة في الأيام الأخيرة أمر خطير للغاية. فللمرة الأولى منذ زمن طويل تشارك "حماس" في عمليات قصف المستوطنات في الجنوب بالصواريخ والقذائف المدفعية، وبالإضافة إلى ذلك فإنها لم تبادر كما كان تفعل في الماضي إلى كبح نشطاء "الجهاد الإسلامي" ولجان المقاومة الشعبية.
  • منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر وحتى اليوم، أُطلقت من غزة على إسرائيل30 قذيفة وخمسة صواريخ قسام. بينما تراوح عدد القذائف التي كانت تُطلق سابقاً من غزة، بين 12 إلى 15 قذيفة في الشهر. كما تضاعف في هذا الشهر عدد الحوداث التي وقعت على طول الحدود مع غزة. ويعود ذلك إلى تزايد العمليات التي قام بها الجيش الإسرائيلي ضد الخلايا التي تُطلق صواريخ القسام، والتي أدت في نهاية الأسبوع الماضي إلى مقتل خمسة أعضاء  من خلية كانت تحاول إطلاق صواريخ القسام في اتجاه النقب.
  • قبل الأيام الأخيرة تجنبت حماس المشاركة مباشرة في العمليات ضد إسرائيل، ويبدو أنها غيرت موقفها لعدة أسباب منها:
  • - الزمن الطويل نسبياً الذي مر منذ عملية "الرصاص المسبوك"، وفي تقدير إسرائيل أن الردع الذي كان سائداً  قد تآكل.
  • - تزوّد حماس بصواريخ بعيدة المدى، وصواريخ مضادة للدبابات من طراز "كورنيت" المتطور نسبياً. ولقد أصاب أحد هذه الصواريخ قبل اسبوعين دبابة إسرائيلية واوقع فيها أضراراً. وقد أدى تعاظم القوة العسكرية "لحماس"، إلى استعادة ثقتها بنفسها، لا سيما لدى جناحها العسكري عز الدين القسام، وربما هذا ما سمح لنشطاء الحركة بالقيام بالعمليات مجدداً.
  • - ضغط التنظيمات المتطرفة - لا سيما الجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية، والتنظيمات الأخرى التي تعمل تحت إمرة الجهاد العالمي- من أجل التحرك والقيام بعمليات ضد إسرائيل، وادعاؤهم بأن "حماس" تخلت عن الكفاح المسلح.
  • وهناك أسباب أخرى مثل جمود المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، والجمود في المفاوضات بشان اطلاق غلعاد شاليت، وظروف الطقس.
  • نتيجة ذلك كله، بدأت "حماس" في استفزاز الجيش الإسرائيلي، والتصدي للعمليات التي يقوم بها على جانبي الجدار. وقد حاولت بصورة رئيسية التصدي للعمليات الاستباقية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية، وعلى عمق بضع مئات من الأمتار. وبصورة عامة لا يسمح الجيش الإسرائيلي لأحد بالاقتراب من هذا الحاجز الضيق، لأنه يعتبر أن الذين يقومون بذلك هم واضعو العبوات الناسفة، أو الذين يحاولون اطلاق صواريخ الآر.بي.جي على دبابات القوات العسكرية العاملة في المنطقة. ويبدو أن حماس تريد أن تفرض قواعد لعبة جديدة، وأن تمنع الجيش الإسرائيلي من العمل ما وراء الجدار الحدودي، كما تنشط الحركة شرقاً من خلال اطلاق القذائف على الجيش الإسرائيلي والمستوطنات.
  • وعلى الرغم من أن إطلاق النار لم يصل إلى ما كان عليه قبل عملية "الرصاص المسبوك"،  إلا أنه يعكس تغيراً نوعياً  واضحاً. ومع ذلك تقدر إسرائيل أن حماس غير معنيه بالعودة إلى الاشتباكات العنيفة التي سبقت العملية العسكرية الكبرى، لأنها ما تزال تشعر بالردع، ولأنها تتخوف من أن يقوم الجيش الإسرائيلي بتدمير أعمال الترميم التي تقوم بها حكومة "حماس" في القطاع، ومن ان ينجم عن ذلك معاناة جديدة للمواطنين.
  • لا ينوي الجيش الإسرائيلي ممارسة ضبط النفس في مواجهة العمليات الأخيرة، وسيوضح لحماس أنها إذا استمرت في السماح لناشطيها باطلاق النار على إسرائيل، ولم تكبح "التنظيمات المتمردة"، فإنه سيتشدد في رده.