· إن السؤال المهم، فيما يتعلق بالجدل المستمر بشأن حملة الضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على إسرائيل في الوقت الحالي من أجل تجميد الاستيطان، هو: لماذا يضغط أوباما الآن بصورة علنية، ومن دون قبول أي حلول وسط؟
· يبدو أن الجواب عن هذا السؤال هو أن أوباما يهدف، من وراء هذه الضغوط، إلى أن يعلن على رؤوس الأشهاد فتور العلاقات الخاصة بين واشنطن والقدس. ويُعتبر إعلانٌ كهذا ضرورياً في نظر كثيرين في إدارته، من أجل تعزيز قوة الإقناع الأميركية في أنحاء العالم.
إن إسرائيل، عملياً، هي مجرد وسيلة في يد أوباما، من أجل ترميم مكانة الولايات المتحدة. صحيح أن هذا ليس أمراً ساراً، غير أنه ليس فظيعاً بالضرورة، إذا ما أخذنا في الاعتبار أمرين: الأول ـ أن إسرائيل ستربح كثيراً، في نهاية المطاف، من تعاظم نفوذ الولايات المتحدة (مثلاً، استغلال هذا النفوذ الأميركي لإقناع الدول العربية بالمساهمة بشكل أكثر فاعلية في "إنهاء النزاع")؛ الثاني ـ لا شك في أن الإدارة الأميركية ستجد الآلية المطلوبة لعدم تأويل "فتور العلاقات الخاصة مع إسرائيل" على نحو خطأ، لأن من شأن تأويل كهذا أن يغري الطرف العربي بشنّ حرب لا بعقد سلام.