لا يمكن إجبار إسرائيل على الانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      إن قرار مؤتمر الأمم المتحدة الخاص بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية [الذي يطالب إسرائيل بالانضمام إلى هذه المعاهدة، الأمر الذي يلزمها إتاحة إمكان مراقبة منشآتها النووية كلها] هو بمثابة انتصار للدبلوماسية المصرية وإخفاق لإسرائيل. والشعور السائد لدى هذه الأخيرة هو أنه تم التضحية بها، من جانب الولايات المتحدة، في سبيل نجاح المؤتمر. وعملياً، فإن البرنامج النووي الإسرائيلي، وامتلاك إسرائيل، بحسب التقديرات العالمية، عشرات إن لم يكن مئات القنابل النووية، أصبحا من الآن فصاعداً رهينتين في يد هذا المؤتمر.

·      لقد فضلت الولايات المتحدة مصلحتها العامة، الكامنة حالياً في دفع فكرة تقليص الأسلحة النووية في العالم، وفي زيادة إجراءات مراقبة المنشآت النووية، وفي نشر التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية فقط، على إرضاء إسرائيل.

·      وربما يعكس هذا الأمر الفارق الكبير بين إدارة الرئيس الأميركي الحالي، باراك أوباما، وبين إدارة الرئيس السابق جورج بوش. ففي المؤتمر السابق، الذي عقد في سنة 2005، عارضت الولايات المتحدة البنود التي دعت إسرائيل إلى الانضمام إلى المعاهدة والمناقشات المتعلقة بإقامة منطقة مجردة من الأسلحة النووية، وكاد ذلك يؤدي إلى فشل المؤتمر. غير أن أوباما وإدارته فضلا نجاح المؤتمر على رضى إسرائيل.

·      إن قرار المؤتمر الحالي ينطوي على بندين بارزين يتعلقان بإسرائيل: أولاً، البند الذي حدّد سنة 2012 موعداً لعقد مؤتمر سيخصص لتجريد الشرق الأوسط من الأسلحة النووية؛ ثانياً، تعيين منسق خاص يتولى مهمة دفع عملية عقد هذا المؤتمر قدماً.

·      لكن على الرغم من ذلك، فإن اليوم الذي ستنضم فيه إسرائيل إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، إذا ما قررت أن تنضم إليها أصلاً، ما زال بعيداً جداً. ولا شك في أن القرار الخاص بهذا الشأن هو قرار سيادي يتعلق بإسرائيل فقط، ولا يمكن إجبارها على اتخاذه مطلقاً. من ناحية أخرى، لا بُد من الإشارة إلى وجود تفاهمات شفوية ومكتوبة بين إسرائيل والولايات المتحدة تتعهد بموجبها هذه الأخيرة بألاّ تفرض على إسرائيل الانضمام إلى تلك المعاهدة، وقد جرى تأكيد هذه التفاهمات مرة أخرى من جانب إدارة أوباما.

فضلاً عن ذلك، فإن مقاربة إسرائيل المتعلقة بموضوع إقامة منطقة مجردة من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط هي مقاربة مقبولة من الولايات المتحدة. وتؤكد هذه المقاربة أنه لا يمكن البدء بمناقشة هذا الموضوع إلا بعد أن تعترف دول المنطقة جميعها بحق إسرائيل في الوجود، وتقوم بتوقيع اتفاقات سلام وبالتوصل إلى ترتيبات أمنية معها، وتقدم على تقليص ترسانة الأسلحة التقليدية وأسلحة الدمار الشامل الموجودة في حيازتها.