إسرائيل تخوض حرب أعصاب مع أعضاء "المحور الراديكالي"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      تخوض إسرائيل، في هذه الأيام، حرب أعصاب مع الدول والمنظمات الأعضاء في "المحور الراديكالي" في الشرق الأوسط ـ إيران وسورية وحزب الله و"حماس". وعلى ما يبدو، فإن هذه الحرب تقف وراء موجة التقارير الصحافية الأخيرة المتعلقة، من جهة، بالقدرات المتطورة لأعضاء هذا المحور في مجال إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، ومن جهة أخرى، بإمكانات الرد الإسرائيلي.

·      ووفقاً لما يقوله المسؤولون في أجهزة الاستخبارات، فإن انخفاض خطر اندلاع حرب فورية لا يعني أنه لا تدور [في المنطقة] حرب باردة بواسطة سلسلة طويلة من القنوات، مثل التزود بالأسلحة، والخطط العملانية، وجمع المعلومات الاستخباراتية، والردع، وكذلك حرب نفسية بواسطة وسائل الإعلام.

·      وينبغي للمرء أن يكون ساذجاً كي يصدّق عدم وجود صلة وثيقة بين قيام صحيفة الـ"تايمز" اللندنية، نهار الجمعة الفائت، بنشر تقرير يتعلق بوجود قاعدة صواريخ لحزب الله في سورية، وبين التهديدات التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في إثر ذلك.

·      في واقع الأمر، فإن إسرائيل منزعجة جداً من العلاقات العملانية الآخذة في التعزز بين سورية وحزب الله، ومن تزويد هذا الأخير بصواريخ متطورة. وبما أن سورية تواصل نفي كل التهم التي توجه ضدها، فإن إحدى الوسائل لإثبات ضلوعها في الأمر، تتمثل في استخدام وسائل الإعلام الأجنبية. ويبدو أن هناك أيادي خفية تهتم بنقل صور حديثة تلتقطها الأقمار الصناعية إلى صحافيين ذوي صدقية في الغرب، ليقوم السياسيون بعد نشرها بالتعليق عليها.

·      وتجدر الإشارة إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي ساهم في تثبيت الهدوء في الجبهة الشمالية، منذ آب/ أغسطس 2006، قد مُني بفشل ذريع في كل ما يتعلق بتهريب الأسلحة من إيران وسورية إلى لبنان. وبناء على ذلك، فإنه من المتوقع أن تستمر عملية نشر التقارير الصحافية بشأن عمليات التهريب هذه وما تجرّه من تأويلات متناقضة وتهديدات متبادلة طوال فصل الصيف القريب، حتى لو لم تندلع خلاله أي مواجهة عسكرية عنيفة.