من الصعب تقدير ما الذي سيفعله نصر الله في حال اتهام حزب الله باغتيال رفيق الحريري
تاريخ المقال
المصدر
- لا يوجد أدنى شك لدى أجهزة الاستخبارات في إسرائيل في أن [الأمين العام لحزب الله] السيد حسن نصر الله يواجه في الوقت الحالي حملة من الضغوط أكبر من أي حملة ضغوط واجهها في حياته. فمن المفترض أن يوجّه القرار الظني الذي سيصدر قريباً عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الاتهام إلى حزب الله بارتكاب جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، وبناء على ذلك فإن نصر الله قام في الآونة الأخيرة بتكثيف أحابيله الإعلامية، التي تهدف أساساً إلى صرف الأنظار عن القرار الظني وتوجيهها نحو إسرائيل.
- ويبدو أن آخر أمر يرغب نصر الله فيه الآن هو أن يُتهم بالتسبب بحرب أهلية في لبنان يمكن أن تندلع في إثر صدور القرار الظني، ولذا فإنه بدأ سحب آخر الأوراق التي بقيت في حيازته وهي الأوراق المرتبطة بشبكات التجسس والتنصت.
- إن ما تجدر الإشارة إليه هو أن الجيش الإسرائيلي يمتنع منذ أن انتهت حرب لبنان الثانية [في صيف 2006] من الرد على ادعاءات نصر الله. كما أن الجيش الإسرائيلي استخلص العبر المطلوبة من تلك الحرب، ليس على صعيد التدريبات العسكرية فحسب، وإنما أيضاً على صعيد تحسين القدرات العملانية لدى وحداته القتالية المتعددة.
- وقد قام الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع بإجراء تدريبات عسكرية واسعة النطاق للوائي الناحل [الذي يضم الجنود اليهود المتدينين] والمدرعات في هضبة الجولان، وأظهرت هذه التدريبات أن الجنود الإسرائيليين باتوا يتحلون بثقة أكبر إزاء قدراتهم، وهذا الأمر لم يكن قائماً في أثناء حرب لبنان الثانية [بدأت هذه التدريبات في مطلع الأسبوع الحالي وانتهت مساء أمس (الخميس) واشترك فيها آلاف الجنود ومئات المدرعات وركزت على مواجهة صواريخ مضادة للدبابات تطلقها خلايا تابعة لحزب الله، وعلى مواجهة إطلاق صواريخ وقذائف هاون، فضلاً عن مواجهة مقاتلين من حزب الله يقودون دراجات نارية].
- كما أن مجال الاستخبارات أُدخلت عليه تحسينات كبيرة، وذلك بعد أن تركز جلّ النشاط الاستخباراتي الإسرائيلي في الساحتين اللبنانية والسورية، بدلاً من المناطق الفلسطينية [المحتلة]. وفي ضوء ذلك يمكن القول إن "بنك الأهداف" الذي أصبح في حيازة الجيش الإسرائيلي [بشأن مواقع حزب الله] يتضمن آلاف الأهداف التي يمكن مهاجمتها في حال اندلاع مواجهة عسكرية أخرى بين الجانبين.
- ولا شك في أن نصر الله نفسه يدرك هذا كله، ولذا فإنه لا يبارح المخبأ الذي يقيم فيه. إن التقديرات السائدة لدى شعبة الاستخبارات العسكرية [أمان] هي أن نصر الله لن يسارع إلى توريط لبنان في حرب أخرى [مع إسرائيل]، ومع ذلك فإن من الصعب تقدير ما الذي يمكن أن يقدم عليه في حال حشره في الزاوية جراء اتهامه باغتيال رفيق الحريري.