أكد خبراء أجانب قاموا أمس (الخميس) بتحليل منشآت التجسس التي اكتشفت في لبنان، أن أجهزة التعقب التي كانت فيها هي أجهزة متطورة وتتطابق مع القدرات التكنولوجية الموجودة لدى إسرائيل.
وكان قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي كشف النقاب أمس (الخميس)، عن تفصيلات تتعلق بالمنشأة التي تم اكتشافها على قمة جبل باروك غربي بيروت، والتي قال إنها تعتبر "الأكثر قوة وتطوراً من بين المنشآت الأخرى التي قامت إسرائيل بزرعها في لبنان".
ووفقاً لهذه التفصيلات فإنه تم حفر حفرة ضيقة بين صخور هذا الجبل، الذي يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر 1715 متراً، واستخدمت الحفرة من أجل زرع منشأة التجسس، التي زُودّت بجهاز بث وأنتينات هوائية تم وصلهما بشبكات الاتصال. وكان الهدف منها هو التجسس على منطقة البقاع كلها، التي توجد فيها معسكرات تدريب تابعة لحزب الله، وصولاً إلى منطقة الحدود مع سورية التي تمر منها قوافل الشاحنات التي تقوم بتهريب الأسلحة والعتاد العسكري من سورية وإيران إلى الحزب.
وأعلن أحد كبار الضباط في الجيش اللبناني، أن هذه المنشأة هي من إنتاج إسرائيل "ولقد نجحنا في تعطيلها قبل أن يقوم سلاح الجو الإسرائيلي أول من أمس (الأربعاء) بطلعاته فوق بيروت وعلى طول القطاع الساحلي المحاذي لمدينة صيدا".
وتظهر على إحدى الهوائيات، التي عرضها الجيش اللبناني على وسائل الإعلام، عبارات باللغة العبرية تعني "سحابة صغيرة"، فضلاً عن اسم الشركة الإسرائيلية التي قامت بإنتاجها أو تركيبها وهي Beam Systems Israel Ltd. غير أن هذه الشركة غير مسجلة في لائحة الشركات الإسرائيلية، ولدى البحث عنها في شبكة الإنترنت تبين أنها تعمل في تسجيل براءات اختراع تتعلق بأجهزة الاتصال والهوائيات في الولايات المتحدة.
وحتى الآن، فإن إسرائيل لم تكلف نفسها عناء الرد على اكتشاف منشآت التجسس هذه. ويبقى السؤال المطروح هو: إذا كان المقصود فعلاً هو منشآت تجسس، فلماذا لم يحرص الذين قاموا بزرعها على تركيب منظومات تدمير ذاتية يمكن تفعيلها عن بُعد؟ ولماذا كان على هؤلاء الانتظار إلى حين قيام حزب الله بجر الجيش اللبناني إلى قمم الجبال وكشف النقاب عن هذه المنشآت، من أجل إرسال طائرات سلاح الجو الإسرائيلي عقب ذلك فقط؟