يجب تحويل جدار الفصل إلى خط للحدود النهائية بين إسرائيل والفلسطينيين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في الخطاب الذي ألقته في مركز صبان "إن على الزعماء الفلسطينيين أن يثبتوا لشعبهم بأن النزاع قد انتهى. وعلى الزعماء الإسرائيليين أن يمنحوا شعبهم حدوداً معترف بها، تحمي أمن إسرائيل. كما عليهم أن يثبتوا له أن التنازلات من اجل السلام لن تضعف إسرائيل".
  • لقد جرى وضع حدود الجدار الأمني خلال فترة تولي إيهود باراك وأريئيل شارون رئاسة الحكومة. ولايستطيع أحد أن يشكك بمعرفة هذين الإثنين بالموضوع، أو بخبرتهما العسكرية. وكان هدف الجدار تقليص خطر التعرض للهجمات. وقد كتبت على صفحات هذه الصحيفة آنذاك أن الجدار سيدمر الاقتصاد الفلسطيني، وهذا ما جرى. ولكن من ناحية أخرى من الصعب تجاهل الانخفاض الكبير في عدد الهجمات الإرهابية التي كان مصدرها ما وراء الجدار. لم يكن الجدار وحده السبب في منع وقوع الهجمات، ولكنه كان بالتأكيد عنصراً مهماً.
  • إن كل قرار يتعلق بالحدود النهائية بيننا وبين الفلسطينيين، سيؤدي إلى إجلاء عشرات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين من منازلهم. ومهما كان موقفنا من المستوطنات، فإن هذه ستكون مهمة مؤلمة ومكلفة، ولكنها ستساعد على تحويل الجدار إلى خط الحدود النهائية، وستقلص من حجم هذه المشكلة، كما ستُسهل على الجانب الإسرائيلي التوصل إلى اتفاق على المشكلات الجوهرية.
  • أما بالنسبة لمدينة القدس، فيجب أن يكون الحل مختلفاً، وينبغي أن يبقى العدد الأكبر من الفلسطينيين في الجانب الآخر من الحدود. لقد جرى تحديد خطوط الجدار فيها بالاستناد إلى حدود المدينة كما خططت بعد حرب الأيام الستة، ولو إنها غير متطابقة  كلياً معها. فإذا قبل الفلسطينيون بأن تكون حدود الجدار هي خط الحدود النهائية في القدس، فإن هذا معناه موافقة إسرائيل على عودة 200 ألف لاجىء إلى أراضيها.
  • إن المنطق الإسرائيلي المعارض لعودة اللاجئين الفلسطينيين، والمنطق المطالب بالاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي، يفرضان خطاً للحدود في القدس يتفادى على عدم تقسيم قلب المدينة، أو "الحوض المقدس". أما سائر الأحياء في المدينة فيمكن تقسيمها وفقاً للمعايير التي وضعها الرئيس كلينتون سنة 2000، بحيث تتبع الأحياء اليهودية إسرائيل، والأحياء العربية الدولة الفلسطينية.
  • في المفاوضات التي دارت سنة 2000، اكتشف الجيش الإسرائيلي أنه في الإمكان الحفاظ على الأمن من دون الاحتفاظ بسهل الأردن، كما في الإمكان استبدال الوجود العسكري الإسرائيلي بترتيبات أمنية، مثل انتشار قوات عسكرية دولية. في حال توفر هذا كله، يستطيع رئيس الحكومة تلبية المعايير التي وضعتها وزيرة الخارجية الأميركية، وبالتالي اقتراح حدود آمنة لا تعرض إسرائيل للخطر، ولكنها تسمح بنشوء دولة فلسطينية.
  • لذا، فاقتراحي هو التالي:  أدعوك يا نتنياهو إلى التمسك بالجدار. ولا أقصد هنا وقف العملية السياسية وتجميدها، وإنما تقديم مبادرة تدفع قدماً المفاوضات مع الفلسطينيين، وتوقف عملية البناء خارج الجدار، التي تعمل على تدمير حظوظ التوصل إلى حل الدولتين لشعبين.