نتنياهو ينتظر من مجلس النواب الجمهوري أن ينقذه من ضغوط الرئيس أوباما
تاريخ المقال
المصدر
- يمكن تشبيه دينامية الحركة بين واشنطن والقدس كما برزت في الأسبوع الماضي بخطين متوازيين لا يلتقيان أبداً. فمن جهة هناك الرئيس أوباما ووزيرة خارجيته كلينتون اللذان يريدان استئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن؛ ومن جهة أخرى هناك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي لا يبدو مستعجلاً، وكأنه يعلم أن الجلسة الأولى للكونغرس الجمهوري المنتظر عقدها في مطلع كانون الثاني/ يناير، سوف تنقذه.
- بالنسبة للبيت الأبيض فإن نتنياهو لا يرغب في مواجهة الحزبين المشاركين في الحكومة المعارضين لقرار تجميد البناء في المستوطنات لمدة ثلاثة أشهر جديدة، ولا حتى مقابل تقديمات كبيرة [من الولايات المتحدة]. ولو كان الأمر عائداً إلى أوباما لوقع على اتفاق ائتلافي مع تسيبي ليفني وكاديما (التي على ما يبدو قامت بزيارة سرية إلى واشنطن الأسبوع الماضي).
- وبينما يواصل نتنياهو وأوباما وكلينتون محادثاتهم للتوصل إلى صيغة جديدة تؤدي إلى استئناف سريع للمفاوضات، يستغل أبو مازن الوقت من أجل جمع التأييد الدولي لفكرة الإعلان من طرف واحد عن نشوء دولة فلسطين الحرة، بحسب قوله. لقد سبق وأعلنت الأرجنتين، والأوروغواي، عن استعدادهما للاعتراف بهذه الدولة. وكان مجلس النواب الأميركي قد حصل قبل فترة وجيزة على قرار [من الإدارة الأميركية] واضح يعلن رفض الولايات المتحدة الاعتراف بأي قرار من هذا النوع من دون التشاور مع إسرائيل.
- إن السبب الأساسي لمعارضة أوباما الإعلان من طرف واحد عن نشوء الدولة الفسلطينية، هو أن يُظهر للعالم أنه على الرغم من التدهور المتواصل في المكانة الدولية للولايات المتحدة، فإنها ما زالت في كل ما يتعلق بالصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، الوسيط الأكبر الذي يملك الكلمة الأخيرة.
- يعلق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كل آماله على الكونغرس الجمهوري المنتخب، وهو يؤمن بأن الزعامة المؤيدة لإسرائيل في مجلس النواب، وتقلص الغالبية الديمرقراطية في مجلس الشيوخ، سيساعدانه في تغيير اللهجة تجاه إسرائيل، ووقف الضغط المتواصل على حكومته.
- من المتوقع أن يُخصص الأسبوع المقبل لمواصلة الاتصالات بين الأطراف من أجل التوصل إلى صيغة تسمح بعودة كل الأطراف إلى المفاوضات غير المباشرة. والمعادلة بسيطة: فنتنياهو يريد مفاوضات تشمل كل الموضوعات الجوهرية، من دون شروط مسبقة. أما كلينتون وأوباما فيعتبران المستوطنات عقبة مسبقة، ستؤدي إلى فشل كل المفاوضات، أما أبو مازن فلا يريد البحث في المشكلات الجوهرية، ويطالب بتعيين حدود الدولة المستقبلية.