· لا شك في أن حاجة السياسيين اليمينيين في إسرائيل إلى التظاهر بأن القدس هي ملك لنا وحدنا، وإلى التلويح بإنجازات ملموسة في هذا المجال، وإلى الظهور بمظهر الذي "لا يأبه" بالعالم كله أمام الخارج وأساساً أمام الأميركيين والفلسطينيين، قد أسفرت في الآونة الأخيرة عن جعل موضوع القدس بمثابة العقبة الكأداء [في طريق التسوية السياسية الدائمة بين إسرائيل والفلسطينيين].
· وإزاء ذلك، لا بُد من طرح السؤال التالي: هل يذكر أحد أن الأميركيين والفلسطينيين طرحوا، في السابق، أسئلة علنية وصاخبة تتعلق مثلاً بأعمال البناء الإسرائيلية في حي "راموت أشكول" وفي حي "رامات شلومو" اللذين أصبحا جزءاً لا يتجزأ من القدس؟
· ثمة سبب آخر لجعل موضوع القدس يتصدر جدول أعمال الفلسطينيين والأميركيين، وهو إفراطنا في الطقوس والتصريحات المتعلقة بالقدس، والتي بدورها تضطر الفلسطينيين وسواهم إلى الردّ وإلى الرفض.
· إن محصلة ذلك كله هي أن موضوع القدس أصبح مدرجاً الآن في رأس جدول الأعمال، وفقط في حال استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين سنعرف ما إذا كان سيبقى على هذه الحال أم لا.
صحيح أن موضوع تقسيم القدس سبق أن طُرح في اتفاق أوسلو (سنة 1993)، وأكثر فأكثر خلال مؤتمر كامب ديفيد (سنة 2000)، إلا إن المدينة ظلت موحدة وخاضعة لسيطرتنا. وفي رأيي أن هذه الحال لن تدوم طويلاً، ومن المتوقع أن تكون القدس مطروحة للمناقشة، بل أن يتم تقسيمها في المستقبل أيضاً.