من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
منعت وزارة الداخلية الإسرائيلية، أمس، الأستاذ الجامعي وعالم الألسنيات اليهودي الأميركي البروفسور نوعام تشومسكي من اجتياز معبر أللنبي ودخول الضفة الغربية. وكان من المتوقع أن يقدّم تشومسكي محاضرة في جامعة بير زيت، وأن يقوم بزيارة بلعين والخليل، وأن يعقد لقاءات مع رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض، ومع عدد من الناشطين الفلسطينيين.
وقال تشومسكي الموجود في عمّان، خلال محادثة هاتفية مع صحيفة "هآرتس" أمس، إن الأسئلة التي وجهها إليه أحد الموظفين الإسرائيليين في المعبر الحدودي جعلته يستنتج أن مجيئه لتقديم محاضرة في جامعة بير زيت وليس في جامعة إسرائيلية، هو الذي أدى إلى قرار منعه من دخول الضفة الغربية. وأضاف: "يصعب عليّ العثور على وضع شبيه مُنع فيه إنسان من الدخول لأنه لا يحاضر في تل أبيب. ربما يمكن العثور على وضع كهذا في الدول ذات أنظمة الحكم الستالينية فقط".
غير أن وزارة الداخلية الإسرائيلية أعلنت، من جهتها، أن ما حدث لتشومسكي نجم عن سوء فهم، ذلك بأن الهيئة التي كان يجب أن تتولى مسؤولية دخوله إلى الضفة الغربية هي مكتب منسق نشاطات الحكومة الإسرائيلية في المناطق [المحتلة]، لكنها لم تأخذ علماً بأمر زيارته هذه.
وأكد تشومسكي لصحيفة "هآرتس" أن زيارته كانت معروفة للسلطة الإسرائيلية، وأنه في اللحظة التي وصل فيها إلى المكتب الإسرائيلي في معبر أللنبي بادره أحد الموظفين هناك بالقول أنه يتشرّف باستقباله، وأنه قرأ بعض أعماله.
وتجدر الإشارة إلى أن آخر زيارة قام بها تشومسكي لإسرائيل والضفة الغربية كانت في سنة 1997.
من ناحية أخرى، أكد تشومسكي أن منعه من دخول الضفة الغربية يعني عملياً مقاطعة جامعة بير زيت، علماً بأنه يُعتبر من المعارضين لحملة مقاطعة إسرائيل بصورة قوية. وأضاف أن سلوك إسرائيل هذا يعيد إلى الأذهان سلوك نظام جنوب إفريقيا في ستينيات القرن العشرين عندما بدأ يشعر بتفاقم عزلته، واعتقد أنه سيحل ذلك بواسطة الخطوات الدعائية فقط.
هذا، وأكد عضو الكنيست عتانيئيل شنلر، من حزب كاديما، أن إسرائيل أحسنت صنعاً بمنع تشومسكي من دخول الضفة الغربية، واقترح عليه دخولها عبر الأنفاق في غزة.
أمّا عضو الكنيست عنات فيلف، من حزب العمل، فقالت إنه على الرغم من عدم تأييدها أفكار تشومسكي، إلا إنه ما كان يتعين على إسرائيل أن تخشى دخوله إلى الضفة الغربية. وأكدت أن عمليات منع شخصيات أجنبية من دخول المناطق [المحتلة] لاعتبارات أمنية تلحق أضراراً كبيرة بسياسة إسرائيل الخارجية.