موقف المؤيدين حملة مقاطعة إسرائيل شرعي وأخلاقي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      يعتبر الإسرائيليون، في معظمهم، أن حملة مقاطعة دولتهم أو بضائعها أو جامعاتها هي حملة غير شرعية، وبناء على ذلك، فإن الذين يؤيدونها في العالم هم لاساميون يكرهون إسرائيل ويعارضون حقها في الوجود، أمّا الذين يؤيدونها في إسرائيل فهم خونة. وحتى خطوة إقدام السلطة الفلسطينية على مقاطعة بضائع المستوطنات، والتي تعتبر طبيعية وبديهية، فإنه يُنظر إليها في إسرائيل على أنها خطوة استفزازية.

·      في واقع الأمر، كان من الممكن تفهّم ردات الفعل هذه لو أن إسرائيل نفسها لا تلجأ إلى أسلوب المقاطعة. فمن المعروف أنها تفرض مقاطعة ثقافية وأكاديمية وسياسية واقتصادية وعسكرية على المناطق المحتلة، وليس ثمة من يعارضها على الإطلاق.

·      ولعل الحصار المفروض على قطاع غزة كله، ومقاطعة حركة "حماس"، هما النموذج الأكثر فظاظة وقسوة لحملة المقاطعة الإسرائيلية، والتي انضمت معظم الدول الغربية إليها بصورة أوتوماتيكية تثير الاستغراب الكبير.

·      وفي إطار هذه الحملة، فإن إسرائيل تهدد أي شخصية سياسية عالمية ترغب في الدخول إلى غزة، بل إنها تمنع دخول حتى الذين يرغبون في تقديم مساعدات إنسانية إلى سكانها. وقد أعلنت إسرائيل منذ الآن أنها ستمنع دخول قافلة السفن التي تنوي أن تنطلق، في غضون الأيام القليلة المقبلة، من أوروبا في طريقها إلى غزة.

·      في موازاة ذلك، فإن إسرائيل تضغط على العالم كله من أجل مقاطعة إيران، كما أن عمليات دخول شخصيات أجنبية إلى الضفة الغربية تخضع، في الآونة الأخيرة، لعمليات منع كثيرة. وما زلنا نذكر أيضاً عملية مقاطعة وفد منظمة "جي ستريت" اليهودية الأميركية لدى زيارته إسرائيل مؤخراً، لمجرد كون هذه المنظمة مؤيدة للسلام [الإسرائيلي ـ الفلسطيني].

·      على الرغم من ذلك كله، لا بُد من القول إن أي مواطن في إسرائيل من حقه أن يعتقد أن المقاطعة من شأنها إجبار دولته على وضع حدّ للاحتلال، وأنه ما دام الإسرائيليون لا يدفعون ثمناً باهظاً جرّاء هذا الاحتلال، فإنه لن يكون هناك أي تغيير حقيقي. إن هذا الموقف يعتبر شرعياً وأخلاقياً بدرجة لا تقل عن موقف الذين يدّعون أن مقاطعة إسرائيل غير أخلاقية.