التظاهرات العارمة تؤكد أننا لسنا إزاء إيران واحدة متجانسة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      تؤكد التظاهرات الإيرانية العارمة، وبصورة جلية، أنه ليس ثمة إيران واحدة متجانسة ولا حتى اثنتين وإنما أكثر. فمثلاً هناك إيران الذين هتفوا في السابق "الموت لأميركا وإسرائيل"، وهناك إيران أخرى الذين يهتفون الآن "يسقط الدكتاتور".

·      ومع أنه من السابق لأوانه أن نخمّن كيف سيتصرف المتظاهرون، وماذا ستكون ردة فعل الحرس الثوري الإيراني، إلا أنه لا شك في أن أحداث الأسبوع الفائت ستؤثر بعمق في إيران ما بعد الثورة الإسلامية. ويجب أن يُحفر هذا الأمر عميقاً في وعي الغرب عامة، وفي وعي الولايات المتحدة وإسرائيل خاصة.

·      إن المتظاهرين الذين خرجوا بمئات الألوف إلى الشوارع، يرغبون في رؤية إيران أفضل بالنسبة إليهم، وليس بالنسبة إلى كل من [الرئيس الأميركي] باراك أوباما و[رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو. فهؤلاء المتظاهرون هم وحدهم الذين سيقررون وحدهم ما هي المقاييس التي ستجعل إيران أفضل في نظرهم.

·      إن السؤال الذي يُطرح الآن هو: ما الذي بقي لإسرائيل كي تهاجمه في إيران؟ لا شك في أن القرار الإسرائيلي في هذا الشأن هو رهن السياسة الأميركية، المرهونة بدورها بنتائج الحوار الذي ينوي أوباما البدء به مع إيران.

مهما يكن، فإنه إذا كانت احتمالات تغيير النظام الإيراني الحاكم قوية، وحتى لو لم يتم ذلك فوراً وإنما في الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد أربعة أعوام، فمن الأفضل لإسرائيل أن تجرب هذا المسار. وتغدو تجربة مسار كهذا ملحة أكثر في ضوء قيام رئيس الموساد، مئير دغان، الأسبوع الفائت، بتحديد موعد جديد لامتلاك إيران أسلحة نووية هو سنة 2014، الأمر الذي يعني إبعاد الخطر الإيراني بضعة أعوام أخرى.