من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· يمكن تفهّم السبب الذي يجعل [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس يرفض فكرة إعلان [من جانب واحد] إقامة دولة فلسطينية مستقلة في سنة 2011، ذلك بأنه لا يزال ملتزماً المبادئ الأساسية التي وجهت [رئيس السلطة الفلسطينية السابق] ياسر عرفات، فضلاً عن كونه غير راغب في أن يسجل التاريخ أن الفلسطينيين تنازلوا، في إبان ولايته، حتى عن "شبر واحد" من أراضيهم.
· في الوقت نفسه، فإن عباس يرى أن الفلسطينيين حققوا، خلال ولايته، إنجازات كبيرة، وفي مقدمها تغيير موقف الولايات المتحدة، وجعل موضوع القدس يتصدر جدول الأعمال الدولي، وهو يعتقد أن الزمن يعمل لمصلحته، على الأقل ما دام باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة.
· ولا بُد من الإشارة أيضاً إلى أن التنافس بين عباس وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لا يدور على حدود الدولة الفلسطينية، وإنما على السؤال: من هو الطرف الذي سيُعتبر رافضاً للتسوية في نظر الولايات المتحدة وأوروبا والرأي العام العالمي كله.
· وفي حال انطلاق المحادثات مع الفلسطينيين هذا الأسبوع، فإنه من المتوقع أن نرى الجانبين [الإسرائيلي والفلسطيني] يبذلان جهوداً كبيرة من أجل إرضاء الوسيط [الولايات المتحدة] أكثر من إجراء مفاوضات جوهرية.
· لكن في مقابل موقف عباس هذا، فإن سلام فياض [رئيس الوزراء الفلسطيني] يعتقد، وبحق، أن إعلان إقامة دولة فلسطينية مستقلة سيعود بنفع كبير على الفلسطينيين في سياق التوصل إلى حل دائم، ذلك بأن القضايا الجوهرية لهذا الحل، مثل مكانة القدس ورسم الحدود والمستوطنات والمياه والمعابر، والتي أدت حتى الآن إلى إفشال جولات المفاوضات السابقة كلها، سيجري مناقشتها، في حال إقامة دولة فلسطينية، بين دولتين لكل منهما مكانة متساوية، لا بين منظمة ودولة. وعلى ما يبدو، فإن فياض يعتقد، من ناحية أخرى، أن نافذة الفرص المتاحة في الوقت الحالي لإقامة دولة فلسطينية يمكن أن تغلق في المستقبل، ولذا، فإنه يرغب في استغلالها بأسرع وقت.
· إن ما يجب قوله إزاء ذلك هو أنه في اللحظة التي بدأت إسرائيل تعدّ العدّة لجولة أخرى من المناورات في مواجهة عباس، فإنه لا يوجد حل أفضل من إعلان إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ذلك بأن خطوة كهذه من شأنها سحب البساط من تحت قدمي مسرح الدمى المسمى مفاوضات عن قرب.