المفاوضات غير المباشرة: وقائع فشل معلن
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       أُعلن، مؤخراً، قرب استئناف المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية المتعلقة بمستقبل الحل الدائم. وعلى الرغم من أن الحديث يدور على مفاوضات عن قرب، أي على حوار غير مباشر بوساطة أميركية، فإن هناك في ظاهر الأمر سبباً للتفاؤل؛ لكن لدى تحليل مصالح الأطراف الثلاثة، بصورة عميقة، فإن الاستنتاج المترتب على ذلك هو أنه ليس هناك أي سبب للابتهاج.

·       تكمن أول مشكلة في اختلاف النظرة إلى هدف المفاوضات بيننا، نحن أبناء الشرق الأوسط، وبين الأميركيين. ففي نظر الأميركيين، فإنه يًُفترض بالمفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية المستمرة منذ 17 عاماً أن تؤدي إلى اتفاق دائم، في حين أن إسرائيل والفلسطينيين يجريان المفاوضات من أجل تحقيق هدفين مختلفين كلياً: الأول، بقاء عملية سلام من أجل العملية فقط؛ الثاني، ضمان تحميل الجانب الآخر المسؤولية المباشرة في حال فشل المفاوضات.

·       بناء على ذلك، فإن من المنطقي الافتراض أن استئناف المفاوضات الآن سيتسبب بخيبة أمل للأطراف الثلاثة. بالنسبة إلى إسرائيل، فإن عملية المفاوضات هذه من شأنها أن تؤدي إلى بلورة اقتراح سلام أميركي يكون شبيهاً بخطة التقسيم التي اقترحها [الرئيس الأميركي الأسبق] بيل كلينتون في سنة 2000، لكنه سيكون في الأوضاع الحالية بمثابة إملاء أميركي يحظى بتأييد دولي واسع النطاق. أمّا الفلسطينيون فإنهم يخشون من نتيجة كهذه، ذلك بأنه سيتعين عليهم عندئذ أن يبرهنوا أن لديهم القدرة على إقامة حكومة واحدة تسيطر على غزة والضفة الغربية وتؤيد الاتفاق الدائم، فضلاً عن التنازل عن حق العودة، الأمر الذي من شأنه أن يفجر مواجهة مع "حماس".

 

·       من ناحية أخرى، فإن الخاسر الأكبر من ذلك كله سيكون [رئيس الولايات المتحدة] باراك أوباما. إن فشل المفاوضات سيؤدي إلى إضعاف مكانته، وحتى في حال التوصل إلى اتفاق فإنه لن يحظى بإنجاز استراتيجي كبير لأن العالم العربي غير معني بإنهاء النزاع. ومما لا شك فيه أن أي اتفاق يسفر عن الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وعن سيطرة ولو جزئية لهذه الدولة على الأماكن المقدسة، وعن التنازل عن حق العودة، سيُعتبر في نظر الشارع العربي خضوعاً للضغوط الأميركية، ولذا، فإن هذا الشارع سيغضب في الوقت نفسه على الولايات المتحدة وعلى زعمائه.