دروس عملية عمود السحاب ضد غزة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       إن النقطة الأولى التي يمكن التوقف عندها هي أن الجيش الإسرائيلي أثبت قدرته على القيام بعملية عسكرية جراحية من دون توغل بري، ومن دون إيقاع عدد كبير من الإصابات بين المدنيين الأبرياء. ولقد حظي جراء ذلك بتقدير لا يستهان به في العالم بأسره، وفي العالم العربي، الأمر الذي سهّل على إسرائيل الحصول على التأييد الدولي الذي تحتاجه.

·       ثانياً، إن عملية عمود السحاب أظهرت القدرة الدفاعية لمنظومة القبة الحديدية، فحتى لو لم تكن هذه العملية اختباراً لهذه المنظومة، إلاّ إنها أظهرت فوائدها الكثيرة، وعكست القدرة التكنولوجية الإسرائيلية المذهلة، والتي على الأرجح ستكون لها انعكاساتها العملانية الواضحة.

·       ثالثاً، إن تعرض مدينتي القدس وتل أبيب لسقوط الصواريخ، حتى من دون وقوع إصابات، أظهر إسرائيل على أنها دولة غير آمنة بالنسبة إلى السياحة والاستثمار، وأدى بالتالي إلى إلغاء العديد من الزيارات التي كانت مقررة لها، وخلق انطباعاً بعدم وجود مكان آمن فيها في ظل الصواريخ البعيدة المدى.

·       رابعاً، خروج "حماس" من المواجهة العسكرية أكثر قوة، ولا يعود هذا الأمر إلى أنها انتصرت، وإنما إلى أنها استطاعت الصمود في مواجهتنا. كما أن سقوط الصواريخ حول تل أبيب والقدس أعطى صورة أكثر إيجابية عن "حماس" وسط الجمهور الفلسطيني والرأي العام العربي، وحتى وسط الزعماء العرب.

·       خامساً، أثبتت الزيارة التي قام بها خالد مشعل لغزة الأسبوع الماضي التغيير الذي لحق بمكانة "حماس"، ويمكن أن نلمس ذلك من خلال سماح إسرائيل بهذه الزيارة، ومن خلال الكلمات المتشددة التي ألقيت خلالها، بالإضافة إلى الجماهير الكبيرة التي شاركت في الاستقبال واحتفلت بنتائج المواجهة العسكرية الأخيرة.

·       سادساً، أضعفت العملية العسكرية الأخيرة موقع "فتح"، فلم يكن لها أي دور في المساعي التي بُذلت للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وكانت غير قادرة على التحدث باسم غزة.

·       سابعاً، تسببت العملية بخسائر بشرية واقتصادية لإسرائيل. فقد تضرر الاقتصاد بصورة موقتة، كما تضررت السياحة، وألغى العديد من رجال الأعمال زيارتهم لإسرائيل.

·       ثامناً، لقد كان نتنياهو يحظى بتأييد داخلي واسع قبل العملية العسكرية، وأظهر بعدها أنه قادر على ضبط نفسه والمحافظة على برودة أعصابه. كذلك سمحت هذه العملية لإيهود باراك بالحصول على تقدير الجمهور، الأمر الذي سمح له بالخروج من الحياة السياسية بكرامة.

·       أخيراً، أعادت عملية عمود السحاب الموضوع السياسي - الأمني إلى جدول الأعمال، الأمر الذي لا بد من أن يؤذي كل مَن ليس لديه بدائل عملية لحالة الستاتيكو الراهنة.

·       وعلى الرغم من كل ذلك يمكن القول إن الهدف المعلن للعملية، أي إعادة الردع ومنع "حماس" من إطلاق القذائف والصواريخ على إسرائيل، كان يمكن تحقيقه بثمن أقل بكثير من ذلك الذي دفعناه، وذلك لو واصلنا المفاوضات التي كانت تجري آنذاك مع الجعبري بشأن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد. وعلى الأرجح فإن التأييد الشعبي الواسع الذي حظيت به العملية مرده إلى عدم معرفة الجمهور بهذه المفاوضات وبمدى جديتها.   

 

المزيد ضمن العدد 1558