من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· يدرك الجميع أننا، قبل نحو خمسة أعوام، وفي إبان ولاية حكومة أريئيل شارون، تركنا غزة من دون أي شروط مسبقة، لكن حركة "حماس" حولت المنطقة التي انسحبت إسرائيل منها إلى قاعدة لإطلاق صواريخ القسّام. ولو أن [رئيس الوزراء التركي] رجب طيب أردوغان قام بتقديم مساعدات من أجل ترميم غزة وإقناع زعمائها بعدم إطلاق الصواريخ على إسرائيل، لكان ساهم كثيراً في التهدئة والسلام، إلا إن إسرائيل لا تزال في نظر الإسلام الراديكالي، وأحياناً في نظرنا نحن أيضاً، مسيطرة على القطاع.
· إن المشكلة التي تواجه إسرائيل في الوقت الحالي [عقب عملية السيطرة على قافلة السفن التي كانت متجهة إلى غزة] كامنة في تدهور مكانتها لدى الرأي العام العالمي، وذلك بسبب ضعفها وعدم قدرتها على تقديم تنازلات جادة. إن العالم ينظر إلى حكومة بنيامين نتنياهو وإيهود باراك وأفيغدور ليبرمان وإيلي يشاي باعتبارها غير مؤهلة للتوصل إلى تسوية [مع الفلسطينيين] تستند إلى التنازل عن المناطق [المحتلة]، وتسفر عن رسم الحدود الدائمة بين الدولتين.
· ويبدو لي أن أحداث قافلة السفن ما كانت لتقع لو أن إسرائيل كانت منخرطة في مفاوضات جادة مع الفلسطينيين. أمّا المشكلة الكبيرة الناجمة عن عملية السيطرة على السفن فإنها كامنة في واقع أننا نعارض في البداية إقامة لجنة تحقيق ثم نضطر، في نهاية الأمر، إلى الموافقة على إقامتها في ظل أوضاع سيئة للغاية.
· بناء على ذلك، يتعين على إسرائيل عدم الانتظار يوماً واحداً واتخاذ قرار يقضي بتشكيل لجنة تحقيق دولية بمشاركة كل من تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة لتقصي وقائع قافلة السفن وما أسفرت عنه من أحداث دموية.
· في موازاة ذلك، على إسرائيل إعادة تشكيل حكومتها، بحيث تصبح ذات أغلبية تتطلع إلى إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين، ذلك بأنه من دون تسوية تتعلق بالحدود الدائمة، وتسوية أخرى مع سورية، ومن دون إعادة العلاقات الاستراتيجية مع تركيا والأوروبيين إلى سابق عهدها، فإن إسرائيل ستصبح في عداد الدول المعزولة في العالم.