· يبدو أن الاهتمام الإعلامي والشعبي الكبيرين بقافلة السفن التي كانت متجهة إلى غزة أدّيا إلى خفض الاهتمام بقافلة سفن أخرى نُشر نبأ بشأنها في صحيفة "تايمز" اللندنية، وفحواه أن ثلاث غواصات إسرائيلية مزودة بصواريخ نووية ستتوجه إلى الخليج الفارسي، وستقوم إحداها بالمرابطة بصورة دائمة في مقابل الشواطئ الإيرانية.
· كذلك، فإن قراراً مهماً آخر، اتُّخذ في الوقت ذاته، لم يحظ بالاهتمام المطلوب، وهو قرار مؤتمر الأمم المتحدة الخاص بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. فقد أكد هذا القرار أهمية قيام إسرائيل بالانضمام إلى تلك المعاهدة، الأمر الذي يعني إخضاع منشآتها النووية كلها للمراقبة الدولية، فضلاً عن أن انضمامها سيسفر، بطبيعة الحال، عن تجريدها من أي قدرة نووية عسكرية موجودة لديها، وفقاً لما تقوله مصادر أجنبية.
· في واقع الأمر، ليست هذه أول مرة تُطالَب إسرائيل فيها بالانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، لكن ما يزعج فعلاً هو عدم شمل إيران ضمن قرار المؤتمر، على الرغم من أنها أصبحت على وشك امتلاك قدرة نووية عسكرية. وقد جرى استثناء إيران في إثر تهديد هذه الأخيرة بخرق الإجماع في المؤتمر والتصويت ضد القرار في حال شملها فيه.
· إن القضية الأكثر أهمية بالنسبة إلى إسرائيل فيما يتعلق بهذا القرار كامنة في البند الخاص، الذي يدعو إلى عقد مؤتمر في سنة 2012، لمناقشة فكرة تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة مجردة من الأسلحة النووية، ومن أسلحة الدمار الشامل. وعلى إسرائيل أن تأخذ في الاعتبار أن رفضها الاشتراك في هذا المؤتمر سيجر عليها ضغوطاً شديدة. بناء على ذلك، من الأفضل لها أن تبذل، منذ الآن، محاولات تهدف إلى بلورة جدول أعمال هذا المؤتمر وفقاً للمبادئ المهمة لها.
· ولعل أهم هذه المبادئ هي أن يركز المؤتمر على مناقشة جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل، النووية والبيولوجية والكيماوية، وأن تكون إيران نفسها شريكة كاملة في هذه المناقشات، أي أن تجلس إلى جانب إسرائيل وتتباحث معها في الموضوعات كلها، وأن يتقيد النقاش بالاستنتاجات التي توصلت إليها محادثات الحدّ من التسلح، التي جرت في أوائل تسعينيات القرن الفائت، ويركز على العلاقات المتدهورة بين الدولتين.