الموجة المعادية لأوباما تهدد بإهدار ولايته كلها
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       إذا ما دخلتَ إحدى مكتبات بيع الكتب في نيويورك في هذه الأيام فإن أول ما سيصادفك على الرفوف هو كتب سياسية ذات موضوع واحد: الكارثة التي ألحقها الرئيس باراك أوباما بالولايات المتحدة. ولدى القيام بتصفح بعض هذه الكتب فلا بُد من أن تقرأ تحت عناوين متعددة صادرة عن مجموعة من دور النشر رسالة واحدة ووحيدة فحواها أن الرئيس الذي انتخب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة هو من جهة أولى يساري خطر يخدم مصالح الاشتراكية العالمية، ومن جهة ثانية يخدم أسياده في "وول ستريت" [البورصة الأميركية]، كما أنه بمثابة ختم مطاطي في يد أصحاب رؤوس الأموال. وبكلمات أخرى فإن أوباما هو رئيس ينتمي في الوقت نفسه إلى معسكر البلاشفة وإلى معسكر أصحاب البنوك.

·       إن هذا الأمر يشكل نموذجاً واحداً للموجة المعادية لأوباما التي تجتاح الولايات المتحدة في الوقت الحالي، وللأسف الشديد فإن ثمة مَن ركب هذه الموجة هنا في إسرائيل.

·       ويمكن القول إن التهم جميعها الموجهة إلى أوباما هي تهم باطلة، ذلك بأن سياسة إنقاذ المؤسسة المالية الأميركية اتُّبعت في إبان ولاية الرئيس السابق جورج بوش ولم تكلف دافع الضرائب الأميركي شيئاً لكنها منعت حدوث انهيار اقتصادي كبير. فضلاً عن ذلك فإن الإصلاح الصحي الذي أقدم أوباما عليه لم يغيّر المبدأ الرأسمالي الذي حصر عملية بيع الضمان الصحي في يد شركات التأمين الخاصة. وبالتالي فإن من المبالغة القول إن انتخاب أوباما انطوى على إشارة إلى حدوث انزياح نحو اليسار في المؤسسة السياسية الأميركية.

غير أن الهجوم على أوباما بحجة أنه يساري خطر يأخذ مدى بعيداً لأن اليمين الشعبوي الجديد في الولايات المتحدة هو الذي بات مسيطراً على الخطاب العام، وهناك احتمال كبير بأن يسيطر أيضاً على الكونغرس في الانتخابات النصفية القريبة [في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل]. وفي حال حدوث ذلك فمن المتوقع أن يكون النصف الثاني من ولاية أوباما أشبه بحرب استنزاف سياسية بينه وبين هذا اليمين تحول دون اتخاذ قرارات حاسمة، الأمر الذي من شأنه أن يكون سيئاً للولايات المتحدة والعالم كله.