يهود الولايات المتحدة وإسرائيل في مواجهة أوباما
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       إن نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته اللجنة الأميركية ـ اليهودية مؤخراً بشأن مواقف يهود الولايات المتحدة من النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني ومن الإدارة الأميركية، واضحة بما لا يدع مجالا للشك: 95% من الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية في إطار اتفاق الوضع النهائي هي مبررة. ويعتقد 76% من هؤلاء أن الهدف الحقيقي للعرب هو تدمير إسرائيل.

·       بذلك يوجّه يهود أميركا رسالة إلى الإدارة الأميركية فحواها ما يلي: إن الاختبار الحقيقي لتغيّر الموقف العربي من إسرائيل هو استعداد العرب للاعتراف صراحة بوجود دولة يهودية في المنطقة. ويشار إلى أن أعضاء الجالية اليهودية هم، في معظمهم، أصحاب مواقف ليبرالية، وصوتوا لمصلحة أوباما في الانتخابات الرئاسية.

·       ويشير الاستطلاع أيضاً إلى انخفاض في تأييد اليهود للرئيس أوباما في كل ما يتعلق بإدارة عملية السلام. وقد سارعت إدارة أوباما إلى استخلاص العبر من ذلك، فأكد المتحدث باسـم الخارجية الاميركيـة، فيليب كراولـي، اعترافَ الولايات المتحدة بـ "الطابع الخاص لإسرائيل... كدولة يهودية"، وكذلك تأييدَ طلب إسرائيل الاعتراف بها "كدولة للشعب اليهودي، تماماً مثلما يعترف رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بحق الفلسطينيين في دولة خاصة بهم".

·       إن أغلبية اليهود الأميركيين لم تتخلّ عن الحزب الديمقراطي، لكن من المؤكد أن هؤلاء مهتمون، أكثر مما يُعتقد في إسرائيل، بمكانة إسرائيل وبمستقبلها كدولة يهودية. إنهم يعرفون الانتقادات الموجهة إلى حكومة نتنياهو واليمين الإسرائيلي، لكنهم ليسوا مستعدين للرضوخ لبراغماتية أوباما الدبلوماسية بأي ثمن.

·       اتسمت بداية فترة ولاية أوباما بالتوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل. غير أن التوتر هدأ نوعاً ما  منذ ذلك الحين، ويبدو أيضاً أن التوقعات التي ذهبت إلى أن إدارة أوباما ستمارس ضغوطاً قوية على إسرائيل بعد انتخابات الكونغرس في تشرين الثاني/ نوفمبر لن تتحقق. ويتضح أكثر فأكثر أن مطالبة نتنياهو بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية كانت خطوة استراتيجية أثرت بشكل حاسم في معادلة المطالبات المتبادلة بين إسرائيل والعرب، وفي قوة الضغوط التي تمارسها واشنطن على إسرائيل. وقد أدرك السكرتير العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه هذا الأمر، ولذا أعلن في الأسبوع الماضي أنه سيتم "الاعتراف بإسرائيل تحت أي صيغة". غير أن العديدين من زملائه لا يزالون يعارضون ذلك، ومن الصعب الاعتقاد أن الفلسطينيين وجامعة الدول العربية سيكونون قادرين على فعل أي شيء أكثر من إنتاج صيغة غامضة بشأن النيات.

إن نقطة التحول التي نجمت عن الخطوة التي قام بها نتنياهو سيكون لها آثار واضحة في جدول أعمال المحادثات أيضاً في المستقبل، كما أن حكومة الولايات المتحدة تدرك أن التركيز الحصري على مسألة المستوطنات وتجميد البناء لن ينجح. وفي نظر اليهود الأميركيين، فإن المطالبة بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية ليس محاولة لوضع العصي في عجلة السلام، وإنما هي مطلب أساسي مشروع من أجل حل النزاع.