· لا شك في أن الاستقلال هو مسألة نسبية، إذ لا توجد دولة في العالم تعتبر مستقلة بصورة كاملة، لا من الناحية الاقتصادية، ولا من الناحية السياسية. ويُعدّ نموذج دولة إسرائيل أكثر تعقيداً من نماذج دول أخرى، فهي مدينة بجزء كبير من قوتها إلى العلاقة الخاصة القائمة بينها وبين الولايات المتحدة. بناء على ذلك، فإن استقلال إسرائيل مرهون بتبعية معينة [للولايات المتحدة].
· في واقع الأمر، فإن التبعية ملزمة، غير أنها لا تعني أن على إسرائيل أن تطيع أي طلب أميركي. فقد شهدت الأعوام الـ 61، التي مرت منذ إقامة إسرائيل، جدالات ومواجهات بين الطرفين، لكن على الرغم من ذلك، لا بُد من إبداء قدر من التواضع في هذا الشأن.
إن ما يستدعي هذه الملاحظة في الوقت الحالي هو محاولة وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، أن يدير ظهره لهذه العلاقات الخاصة، وأن يدفع في اتجاه تعزيز العلاقات مع روسيا. وعلى ما يبدو، فإن ليبرمان هو من صنف الوزراء الذين يرفضون أن يبلغوا سنّ النضوج، والذين ما زالوا يعتقدون أن الاستقلال الحقيقي يعني أن تزعج معلمك وأن تلعن الجيران فقط.