على نتنياهو أن يواجه واقعاً صعباً يوشك أن يحمّله المسؤولية عن انهيار المفاوضات المباشرة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       لا شك في أن الموضوع الرئيسي المدرج في جدول الأعمال الآن بالنسبة إلى اليمين الإسرائيلي كله هو موضوع تكامل "أرض إسرائيل الكبرى"، لا موضوع تجميد أعمال البناء في مستوطنات يهودا والسامرة [الضفة الغربية] الذي يُعتبر رمزياً للغاية.

·       في الوقت نفسه، فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما ينظر إلى موضوع تجميد أعمال البناء باعتباره المحك الأهم لاستعداد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قبول حل الدولتين، فضلاً عن كونه محكاً مهماً لصدقية أوباما نفسه، وذلك بعد أن طالب إسرائيل، في الخطاب الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتمديد تجميد أعمال البناء. ولا بُد من التذكير بأن هذا كله يحدث قبل الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي بشهر واحد.

·       أمّا [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس والزعماء العرب الذين يؤيدونه فإنهم ينظرون إلى موضوع تجميد أعمال البناء باعتباره المحك الأهم للقدرات الفعلية التي تملكها الإدارة الأميركية الحالية، ذلك بأنه إذا كانت هذه الإدارة غير قادرة على أن تفرض على إسرائيل تمديد تجميد الاستيطان شهرين آخرين فكيف ستكون قادرة على أن تفرض عليها مواقفها الأخرى خلال المفاوضات؟

·       في المقابل، فإن نتنياهو ينظر من ناحيته إلى موضوع تجميد الاستيطان باعتباره المحك الأهم لصدقيته، ذلك بأنه في حال خضوعه الآن فإنه سيفقد القدرة على قول "لا" في وقت لاحق، وخصوصاً لدى اتخاذ الفلسطينيين مواقف أكثر تصلباً، ولدى قيام الأميركيين بممارسة مزيد من الضغوط عليه. فضلاً عن ذلك، فإن موافقة نتنياهو على تمديد تجميد الاستيطان فترة أخرى ربما تسفر عن خسارة تأييد حزبه [الليكود] وحكومته. بناء على ذلك يمكن القول إنه على الرغم من أن الصفقة التي قام أوباما بعرضها عليه [في هيئة رسالة تتضمن تعهدات أميركية بعيدة المدى تتعلق بأمن إسرائيل في مقابل الموافقة على تمديد تجميد أعمال البناء في المستوطنات] هي صفقة رائعة جداً إلا إنها تفتقر إلى أي قيمة حقيقية.

ولا بُد من القول إن اتهام نتنياهو بالمسؤولية عن انهيار المفاوضات المباشرة [في حال استمراره في رفض مطلب تمديد تجميد الاستيطان] سيكون اتهاماً غير منطقي، لكن يبدو أن هذا هو الواقع الذي سيواجهه نتنياهو من الآن فصاعداً، وبالتالي، فإن ما يتعين عليه فعله هو إيجاد حل لهذا الواقع على وجه السرعة، لأن ذلك هو بمثابة على المحك الحقيقي لزعامته.