من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· على الرغم مما يقال في كثير من الأحيان، فإن الوضع الدولي لإسرائيل ليس سيئاً للغاية. العكس هو الصحيح. إن عدد الدول التي تحتفظ بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل يدل على تحسن مكانتها، وخصوصاً منذ سبعينيات القرن الفائت. ففي أعقاب أزمة الطاقة، كان العالم العربي في أوج قوته، وقامت عدة دول بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل على التوالي. لقد تغير هذا الأمر، وخصوصاً بعد سنة 1991، عندما قرر عدد كبير من الدول إقامة علاقات مع إسرائيل أو رفع مستوى العلاقات القائمة معها. واختارت دول المعسكر الشرقي [سابقاً]، ومعظم الدول الإفريقية والآسيوية، إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وكان التطور الأهم في هذا المجال هو إقامة علاقات دبلوماسية مع دول مهمة كالصين، والهند، وروسيا، وتركيا، ونيجيريا.
· وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات مع العالم الإسلامي أيضاً تحسنت بشكل بارز، فإسرائيل لديها اتفاق سلام مع كل من مصر والأردن، وهي تقيم علاقات غير رسمية مع بعض دول الخليج [العربي] وشمال إفريقيا. كما إن معظم العالم العربي يؤيد مبادرة السلام العربية، وعلى الرغم من الإشكالية التي تنطوي عليها، فإن العرب يقترحون الاعتراف بإسرائيل والتوصل إلى السلام، وهذا تغيّر تاريخي في المواقف. ولدى إسرائيل أيضاً علاقات عادية مع دول إسلامية جديدة، وهناك وجود إسرائيلي ملموس في دول كأذربيجان، وكازاخستان، وتركمانستان، وأوزبكستان.
· علاوة على ذلك، فإن العلاقات مع أهم دولة في العالم، الولايات المتحدة، تحسنت كثيراً منذ سنة 1973، ولا تزال العلاقات الاستراتيجية معها متينة جداً، على الرغم من السلوك الفاتر الذي تتميز به إدارة أوباما. وعلى مدى أربعة عقود، بقيت نسبة تأييد الجمهور الأميركي لإسرائيل مستقرة (65%).
· أمّا "أوروبا القديمة" فتقف في مكان آخر تماماً، وثقافتها التي تعتبر استخدام القوة أمراً لا يتوافق مع العصر تجعل إسرائيل صعبة على الفهم في نظرها. يُضاف إلى ذلك اللاسامية التاريخية التي تعتبر اليهود مسؤولين عن مصائب العالم. وهناك جامعات أوروبية تحولت إلى أماكن بغيضة بالنسبة إلى الإسرائيليين، كما أن جزءاً كبيراً من النخب الفكرية الأوروبية معادٍ لإسرائيل بالفطرة.
· ولكن في الوقت نفسه، يوجد في فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا (مراكز قوة الاتحاد الأوروبي) زعماء يكنّون الود لإسرائيل، ولا يزال من الممكن العثور على جيوب مؤيدة لإسرائيل في أنحاء أوروبا الغربية كافة. كما أن المخاوف المتزايدة من الهجرة الإسلامية إلى أوروبا تساهم قليلاً في تصحيح النظرة إلى إسرائيل.
· لقد بقي معظم المنابر الدولية معادياً لإسرائيل كما كان في السابق، ولم يحدث أي تغيير فيه، ومن الصعب أن نستنتج من ذلك أن وضع إسرائيل أصبح أسوأ. وعلى الرغم من ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الأمم المتحدة ألغت القرار الذي صدر عنها في سنة 1975 والذي شبّه الصهيونية بالعنصرية. كما تمكنت إسرائيل، خلال العام الجاري، من الانضمام إلى نادي دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD، وهذا إنجاز دبلوماسي كبير.
· هناك مشكلة حقيقية تكمن في ظاهرة الحرب القضائية التي تقوم في إطارها جهات معادية لإسرائيل باستغلال النظام القضائي للدول الغربية من أجل إلصاق صفة المجرمين بممثلين إسرائيليين رسميين. وهناك تحدّ آخر لشرعية إسرائيل صادر عن منظمات غير حكومية تركز الأنظار على إسرائيل في كل ما يتعلق بالانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان. إن التأثير الحقيقي لهاتين الظاهرتين في مكانة إسرائيل لا يزال غير واضح.
· بشكل عام، ترتبط العزلة في المجتمع الدولي بميزان القوى الدولي. وفعلاً، فإن الضعف المتزايد للولايات المتحدة، وخصوصاً منذ تولي باراك أوباما زمام السلطة، قد عرّض حليفتها ـ إسرائيل ـ لأوقات أصعب. وعلى الرغم من ذلك كله، فإن إسرائيل تسيّر أمورها بشكل لا يستهان به في الساحة الدولية. وفي الواقع، فإن معظم الدول يوضح أن النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني لا يؤثر كثيراً في العلاقات الثنائية.