· كان ظهور وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس شبيهاً بظهور [رئيس الاتحاد السوفياتي سابقاً] نيكيتا خروتشوف الذي خلع حذاءه وضرب به المنبر. وزيرنا أيضاً خلع حذاءه، لكن بدلاً من أن يضرب به الطاولة، ضرب به وجه رئيس حكومتنا. إن من خطب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس ليس وزير خارجية دولة إسرائيل، وإنما زعيم حزب "إسرائيل بيتنا". ولو حدث ذلك في دولة سويّة، لأقال رئيس الحكومة وزير الخارجية خلال الليل، لكن ليس ثمة احتمال في أن يحدث ذلك لدينا.
· لقد فعل ليبرمان هذا الأمر في أسوأ توقيت يمكن أن يخطر في البال، في الوقت الذي يبذل نتنياهو قصارى جهوده كي يثبت للأميركيين والأوروبيين والعرب أن نيته صافية، وأن كل ما يريده هو استئناف المفاوضات المباشرة مع [الرئيس الفلسطيني] أبو مازن بهدف التوصل إلى السلام. وبينما نتنياهو يبذل جهوده، قذف ليبرمان بالحقيقة في وجهه. لقد قال إنه لا يوجد أي أمل بالتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين الآن، وإن ذلك لن يحدث قبل عدة عقود، وإن من الأفضل التوجه نحو تسوية مرحلية، وإن السلام مرهون بتبادل المناطق.
· وبالمناسبة، من المحتمل أن يكون ليبرمان على حق. وفي الآونة الأخيرة، أبدى نتنياهو اهتماماً بخطة ليبرمان، وبفرص تطبيقها، ومن المحتمل أن يكون مؤيداً لهذه الخطة. المشكلة هي أنه لا يعترف بذلك. وبالمناسبة أيضاً، إن هذه الخطة، في رأيي المتواضع، جيدة ومنطقية. والمشكلة الوحيدة هي أنها لا تحظى في هذه اللحظة بالتأييد في أي مكان، إلاّ في "إسرائيل بيتنا".
عندما يتحدث ليبرمان أمام الأمم المتحدة، عليه أن يتحدث باسم دولة إسرائيل، وهو لم يفعل ذلك أمس. ما فعله هو تمزيق القناع عن وجه نتنياهو. لقد جسّد أمام العالم، مرة أخرى، إلى أي مدى يمكن أن تكون دولة إسرائيل بشعة، وأثار مجدداً السؤال كيف يمكن إدارة دولة في مثل هذه الأوضاع؟ أين هو صاحب البيت؟ ومن الذي يدير الأمور هنا؟