· يمكن القول إن القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية غير قادرتين على التوصل إلى تسوية [نهائية]. وفي الوقت نفسه، فإن [الرئيس الأميركي] باراك أوباما ضعيف للغاية، كما أن الجميع يدرك أن قوته ستتراجع أكثر فأكثر في غضون شهر في إثر الانتخابات النصفية للكونغرس.
· ولا شك في أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ارتكب خطأ فادحاً عندما قرّر تجميد أعمال البناء في المستوطنات [في الضفة الغربية] بصورة موقتة ومن دون أي مقابل من جانب الفلسطينيين. إن هذا الأمر يدعو إلى الاستغراب، ولا سيما أن نتنياهو نفسه هو الذي أطلق في تسعينيات القرن الفائت شعاراً يتعلق بأداء الفلسطينيين [في مقابل إسرائيل] فحواه "يعطون يأخذون، لا يعطون لا يأخذون"، غير أنه أعطاهم من دون أن يأخذ منهم شيئاً.
· وبطبيعة الحال، فإن نتنياهو يمكنه أن يعود إلى تبني هذا الشعار الآن، وما يتعين عليه فعله هو القول إن إسرائيل تطلب مبادرات حُسن نية من الفلسطينيين، ومن الدول العربية كلها، التي تؤيد [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس وتوجّه خطواته. وفي حال الحصول على مبادرات حُسن نية فإن إسرائيل ستقوم بتجميد البناء في المستوطنات فترة أخرى.
· ويمكن أن تتمثل مبادرات حُسن النية هذه في زيارة احتفالية يقوم بها كل من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي الملك عبد الله للقدس، أو في عمليات تطبيع علنية، أو في اعتراف رمزي بالقومية اليهودية، أو في المصادقة على مشروع القانون المدرج في جدول أعمال مجلس النواب اللبناني والقاضي بمنح الفلسطينيين هناك حقوقاً مدنية.
إن الدول العربية، في رأيي، لن تقدم على تبني أي مبادرة من هذه المبادرات كلها، وذلك لأنها، شأنها شأن الفلسطينيين، لا تتطلع إلى السلام مع إسرائيل، وإنما إلى إضعافها وإحراجها.