باراك لـ "يديعوت أحرونوت": موضوع تجميد البناء في المستوطنات رمزي ويجب ألاّ يعرقل التسوية مع الفلسطينيين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، في تصريحات خاصة أدلى بها أمس (الاثنين) إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن مسألة تجميد أعمال البناء في المستوطنات [في الضفة الغربية] هي موضوع رمزي للغاية، فضلاً عن أن أعمال البناء هذه ليست مقرونة بعمليات مصادرة أراض جديدة، وبناء على ذلك، فإن هذا الأمر يجب ألا يعرقل التوصل إلى تسوية [نهائية] مع الفلسطينيين. وأضاف باراك: "إن أعمال البناء كلها التي قمنا بها على مدار 43 سنة [منذ الاحتلال الإسرائيلي في حزيران/ يونيو 1967] لا تغطي حتى نسبة 2% من أراضي الضفة الغربية. ولذا، فإن هذا الموضوع يجب ألا يقف عائقاً أمام الاستمرار في المفاوضات. لكن من ناحية أخرى، فإن الموضوعات الرمزية مهمة للجانبين، وما يتعين علينا فعله الآن هو تجاوز هذا الموضوع والتركيز على استمرار المفاوضات، لأنها تنطوي على القضايا المهمة الماثلة أمامنا في الوقت الحالي".

على صعيد آخر يعقد باراك اليوم (الثلاثاء) سلسلة من المداولات لتقدير الموقف، وسيكون في صلبها التداعيات المترتبة على انتهاء مفعول القرار الحكومي القاضي بتجميد أعمال البناء في المستوطنات فيما يتعلق بنشاط المؤسسة الأمنية والجيش الإسرائيلي، وذلك في ضوء تقديرات استخباراتية ترى أن حركة "حماس" ستستمر في بذل الجهود لتنفيذ عمليات مسلحة تهدف إلى عرقلة العملية السياسية. في الوقت نفسه، فإن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال تصاعد العنف الشعبي الفلسطيني من خلال تظاهرات حاشدة تبادر إليها حركة "فتح".

هذا، وأعلنت الإدارة الأميركية أمس (الاثنين) أنها أصيبت بخيبة أمل من قرار إسرائيل إنهاء تجميد البناء في المستوطنات. ومع ذلك، جرى تأكيد أن الولايات المتحدة ستستمر في إجراء محادثات مع الجانبين [الإسرائيلي والفلسطيني]، وأن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل سيصل إلى إسرائيل اليوم (الثلاثاء). وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي إن ميتشل ما زال على اتصال دائم بمسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين رفيعي المستوى، وإن فريقاً أميركياً سيقوم بزيارة المنطقة في الأسبوع الحالي لإجراء مزيد من المحادثات. وأضاف كراولي: "صحيح أننا لا نخطط لمفاوضات مباشرة الآن، لكننا سنبقى على اتصال مع الجانبين كي نقرر كيف يمكن التقدم إلى الأمام". كذلك، فإن كلاً من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون أعربا عن خيبة أملهما تجاه قرار إسرائيل.

وفي نيويورك عقد وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان، أمس (الاثنين)، لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة جرى خلاله التطرق خلاله إلى موضوع البناء في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. وقال ليبرمان عقب اللقاء: "لقد ادعى الفلسطينيون طوال تسعة أشهر أن تجميد البناء هو خدعة، غير أنهم الآن يتعاملون معه باعتباره الموضوع الأهم، ومن الواضح أن ذلك كله هو مجرد ذريعة لـ [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس".

وذكرت صحيفة "هآرتس" (28/9/2010) أن ميتشل سيتباحث مع نتنياهو غداً (الأربعاء) في شأن اقتراح أميركي يتضمن منح إسرائيل ضمانات تتعلق ببضع قضايا جوهرية في اتفاق التسوية النهائية في مقابل قيامها بتمديد تجميد البناء في الضفة الغربية بضعة أشهر أخرى. لكن يبدو أن رئيس الحكومة ما زال متحفظاً إزاء هذا الاقتراح الأميركي.