من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· الإحصاءات الرسمية التي قدمها المكتب المركزي للإحصاء تصف حقيقة قصة تجميد البناء في الضفة الغربية لعشرة أشهر. ويمكن وصف هذه القصة بأشياء كثيرة، لكن "التجميد" ليس بالتأكيد واحداً منها. إن ما حدث في الأشهر القليلة الماضية هو، في أحسن الأحوال، مجرد انخفاض ضئيل في عدد الوحدات السكنية التي تم بناؤها في المستوطنات.
· البيانات التي وردت في جداول المكتب تبين ذلك بوضوح. ففي نهاية سنة 2009، بلغ عدد الوحدات السكنية التي كانت في قيد البناء في جميع المستوطنات 2955 وحدة. وبعد ثلاثة أشهر، في نهاية آذار/ مارس 2010، كان عددها 2517 وحدة. وبالتالي، فإننا نتحدث عن خفض يزيد قليلاً على 400 وحدة سكنية ـ أي نحو 16% من أعمال البناء الإسرائيلية في الضفة الغربية خلال تلك الفترة.
· الحقيقة هي أن المستوطنين يعرفون أفضل من غيرهم أنه بالإضافة إلى مواصلة البناء في المستوطنات، وبزخم، على مدى الأشهر العشرة الماضية، فإن جزءاً كبيراً نسبياً من المنازل تم بناؤه في المستوطنات التي تقع شرقي الجدار الفاصل، مثل: براخا؛ إيتمار؛ إيلي؛ شيلو؛ معاليه مخماس؛ معون؛ كرمل؛ بيت حغاي؛ كريات أربع؛ مِتسبيه يريحو؛ وغيرها.
· القصة الحقيقية وراء حملة العلاقات العامة المعروفة باسم "التجميد" حدثت في واقع الأمر في الأشهر التي سبقت تلك الفترة، والتي استعد المستوطنون خلالها جيداً، بمساعدة الحكومة، لأشهر السبات. فخلال نصف العام الذي سبق إعلان التجميد، الذي بدأ في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر 2009، ظهرت عشرات من مواقع البناء الجديدة، وخصوصاً في المستوطنات المعزولة والنائية شرقي الجدار.
· هذه المعلومة موثقة جيداً أيضاً في أرقام المكتب. فخلال النصف الأول من سنة 2009، جرى البدء ببناء 669 وحدة سكنية في المستوطنات، ومن ثم، مع مرور الأشهر، ارتفعت وتيرة البناء، وتم خلال النصف الثاني من سنة 2009 بناء ما لا يقل عن 1204 وحدات سكنية ـ أي بزيادة قدرها نحو 90% في الأبنية التي تم الشروع في بنائها مقارنة بالنصف الأول من العام.
· هذا هو ملخص الخدعة الإسرائيلية وراء التجميد. وكل ما تعين على السياسيين القيام به خلال الأشهر القليلة الماضية كان دعوة طواقم التلفزة كل بضعة أشهر ـ وهم يتظاهرون بالأسف ـ إلى تصوير مفتشي الإدارة [المدنية] وهم يهدمون بعض الأكواخ البائسة التي بنيت في مخالفة لأمر التجميد.
وإذا أضفنا إلى هذه الإحصاءات حقيقة أن الحكومة أعلنت مسبقاً أنها تعتزم الموافقة على بناء 600 وحدة سكنية في مختلف المستوطنات بغض النظر عن "التجميد"، وحالة الفوضى السائدة في بعض المستوطنات والبؤر الاستيطانية، والتي تمكّن كل شخص من البناء متى وحيثما يرغب، فسنحصل على صورة واضحة لما حدث فعلاً في المستوطنات خلال الأشهر القليلة الماضية.