· يشعر الفلسطينيون بأنهم قدّموا إلى الرئيس باراك أوباما معروفاً عندما قرروا نقل مسألة الحسم بشأن الاستمرار في المحادثات المباشرة مع إسرائيل إلى المناقشات التي ستعقدها جامعة الدول العربية. وإذا استعرنا التعابير المستخدمة في مباريات كرة القدم، فإنه يمكن القول إنهم رتبوا له "وقت بدل ضائع" كذلك الذي يُحتسب في حال إصابة أحد اللاعبين في أثناء المباراة. لقد كان من المفترض أن يعلنوا قرارهم لدى انتهاء فترة التجميد، عندما لم ينجح أوباما في إقناع [رئيس الحكومة] بنيامين نتنياهو بتمديدها، لكنهم لم ينسحبوا من المحادثات ومنحوا الرئيس الأميركي فرصة إضافية.
· لم يُظهر أوباما حتى الآن قدرة كافية على قيادة الخطوة الإسرائيلية ـ الفلسطينية [نحو التوصل إلى تسوية سياسية]. لقد وقع في مشكلة التجميد التي تسبب بها هو نفسه، وهو غير قادر على تخليص الطرفين منها. لقد جعلهما يصعدان إلى الشجرة، وليس في جعبته سلم لإنزالهما عنها. ومعنى ذلك هي أن أحدهما (إسرائيل أو الفلسطينيين) سيجد نفسه في خضم مماحكة مع أميركا عشية اجتماع المسؤولين العرب في ليبيا في 10 تشرين الأول/ أكتوبر.
· يفترض المسؤولون في القدس أن الضغط الأميركي سيوجه إلى إسرائيل أساساً، وهم يجدون صعوبة في تصديق أنه يوجد لدى [وزيرة الخارجية الأميركية] هيلاري كلينتون أو [المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط] جورج ميتشل صيغة سحرية لإحياء المفاوضات، لأنه سنحت لهما فرص لا تحصى لممارسة قدراتهما الخلاقة، ولم تجد هذه القدرات تعبيراً لها في الاتصالات التي جرت في نيويورك في نهاية الأسبوع الفائت.
· لقد جلب [وزير الدفاع] إيهود باراك، الذي تحدث مع كلينتون حتى آخر لحظة، إلى نتنياهو سلسلة من الاقتراحات والأفكار والإمكانات التي طُرحت خلال محادثاته مع الفلسطينيين والأميركيين في أثناء زيارته لنيويورك، لكنه لم يحمل معه صفقة مبلورة وجاهزة بشأن حل وسط.
· في ظل هذه المعطيات، على إسرائيل أن تستعد لفترة إشكالية في علاقاتها مع الولايات المتحدة، ومع السلطة الفلسطينية طبعاً، وما يدل على ذلك هو الاقتراح الذي لا يكف الوزير ميخائيل إيتان عن ترديده، والذي يدعو فيه إلى ضم حزب كاديما إلى الائتلاف الحكومي. لا أمل بأن يستجيب كاديما لهذه الفكرة من دون أن يحصل على ثمن كبير، سواء في تركيبة الحكومة ومشاركته فيها، أو في صوغ خطوط أساسية [بيان وزاري] جديدة لسياستها.
إن مصير هذه الاقتراحات ـ المعلن منها والمستور ـ مرهون الآن بالبيت الأبيض. لقد عادت الكرة إلى أوباما، وخلال الأيام القليلة المقبلة، سنراه يمارس الضغط على إسرائيل، ويناشد الفلسطينيين.