مهاجمة إيران ليست محكًا للزعامة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       ازداد الانهماك الإعلامي والسياسي، خلال الأسابيع القليلة الفائتة، في إمكان قيام إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وذلك على خلفية احتمال فشل الجهود الدبلوماسية والعقوبات [الاقتصادية] في وقف المشروع النووي الإيراني. وبحسب تقديرات وزير الخارجية الفرنسية، برنار كوشنير، والتي وردت في سياق مقابلة أدلى بها إلى صحيفة "هآرتس"، فإن إسرائيل تعدّ العدة لهجوم كهذا، وستشنه قبل أن تمتلك إيران قنبلة نووية.

·       في الوقت نفسه، يطرح عدد من كتاب الأعمدة الصحافية والمحللين السياسيين على المرشحة لرئاسة الحكومة الإسرائيلية، تسيبي ليفني، تحدياً فحواه أن تكون شجاعة وحازمة بصورة كافية من أجل أن تتخذ "قرارات مصيرية" بشأن إيران، ويقصدون بذلك اتخاذ قرار بشن عملية عسكرية عليها.

·       في واقع الأمر، فإن المؤسسة السياسية الإسرائيلية أصبحت، في الآونة الأخيرة، تبث رسائل معتدلة بشأن الخطر الإيراني. وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته، إيهود أولمرت، إنه يتعين على إسرائيل أن تعترف بحدود قوتها في مقابل إيران، وأن تدرك أنه ليس في إمكانها أن تنجح بمفردها فيما فشلت الدولة العظمى فيه. وقالت ليفني إن إسرائيل ستبقى موجودة حتى لو أصبحت إيران دولة نووية.

·       غير أنه في ظل الأوضاع المستجدة، يزداد التخوف من أن تقدم ليفني على اتخاذ قرار بشن عملية عسكرية على إيران، كي تزيل الشكوك بشأن أهليتها لإدارة شؤون الدولة. إن ما يجدر بليفني أن تفعله، في حالة نجاحها في تأليف حكومة جديدة، هو أن لا تنجرّ وراء الإغراء الكامن في شن عملية عسكرية على إيران. ولقد سبق لها أن كانت إلى جانب أولمرت عندما انجرّ إلى حرب لبنان في صيف سنة 2006، كي يثبت، من ضمن أمور أخرى، أنه لا يقل شجاعة وأهلية عن [رئيس الحكومة السابق] أريئيل شارون، على الرغم من انعدام خبرته العسكرية.