· من الصعب أن نتصور أن اختيار الرئيس الأميركي باراك أوباما تاريخ الرابع من حزيران/ يونيو من أجل إلقاء خطابه في القاهرة جاء من قبيل المصادفة. فمن المعروف أن حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 تعتبر أساس المطلب العربي المتعلق بالانسحاب الإسرائيلي.
· غير أن هناك موضوعات استراتيجية أخرى ذات أهمية أكبر من مطلب الانسحاب الإسرائيلي مدرجة، في الوقت الحالي، في جدول أعمال أوباما. وهذه الموضوعات هي: إقامة تحالف استراتيجي بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة، التي تشعر أنها مهددة من جانب إيران وكوريا الشمالية والأصولية الإسلامية؛ حلّ مشكلة العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس مبدأ دولتين لشعبين من دون حق العودة؛ دراسة إمكان إجراء مفاوضات بين إسرائيل وسورية والولايات المتحدة؛ إقامة تعاون إقليمي من أجل تحقيق سلام إقليمي والقيام بخطوات تطبيع تدريجية بين الدول العربية وإسرائيل.
إن البديل لذلك كله هو تطرف العالم العربي وتعزيز الإسلام، وخصوصاً الإسلام الأصولي، بما في ذلك تعزيز "حماس" وتصعيد العمليات "الإرهابية". ولذا يتعين على الشرق الأوسط أن يجيب بـ "نعم" كبرى لخطط أوباما. إن الفرصة السانحة الآن تعتبر فرصة ذهبية، أكان ذلك بالنسبة للعرب أو إلى إسرائيل، وعدم انتهازها سيلحق الضرر بالطرفين.