· تبذل إسرائيل، منذ عشرة أعوام، في السر وفي العلن، أقصى ما في وسعها من أجل إلحاق الضرر بالمشروع النووي الإيراني. ويدّعي كبار الضباط العسكريين الإسرائيليين أن يدَي الجيش الإسرائيلي ستصبحان مكبلتين في حالة امتلاك إيران قنبلة نووية. إذا كانت الحال هكذا، فمن حقنا أن نعرف كيف تمّ التوصل إلى هذه النتيجة، وماذا تعني.
· هل ستؤدي أي عملية عسكرية، أو عملية اغتيال، أو عملية غزو، تقوم إسرائيل بها في دولة عدو، إلى هجوم نووي عليها؟ إن السلاح النووي لا يوفر لصاحبه، بصورة حتمية، دفاعاً ضد الأسلحة التقليدية. لقد كانت سورية ومصر تدركان وجود مفاعل ديمونا النووي، وعلى الرغم من ذلك شنتا حرباً واسعة النطاق على إسرائيل في سنة 1973.
· يتعين على المعنيين، إذا لم يكن في حيازتهم حجة مقنعة، بريئة من الحسابات الانتخابية، أن يكفوا عن إخافتنا بصورة مجانية. إن ذاكرتنا لا تزال تحتفظ بالحملة التي تحدثت عن القدرات الكيماوية لدى نظام [الرئيس العراقي السابق] صدام حسين، والتي اضطرتنا إلى ارتداء الكمامات الواقية، وتبين فيما بعد أنها حملة مشكوك فيها.
· إن الذين يتمسكون بتهديدات الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، ضد إسرائيل كي يستنتجوا أن إيران تنوي مَحْونا من الوجود بالسلاح النووي، يفعلون ذلك من خلال تقديرات عمياء تخلو من إثباتات مقنعة. وما دامت هذه الإثباتات غير متوفرة، فإن الاستنتاج المذكور سيبقى مجرد شعار ديماغوجي يستغل المخاوف القديمة لدى الشعب اليهودي. لقد حان الوقت لأن تتخلى إسرائيل عن الانهماك الاستحواذي بأحمدي نجاد، لمصلحة مشكلات ملحة أكثر في المجالين الاجتماعي والقيمي، ولمصلحة الاهتمام، مثلاً، بمستقبل المستوطنات الجنوبية التي قد تصبح في مرمى صواريخ "حماس"، في حالة انتهاء التهدئة في غزة.