· إن المشكلة الرئيسية، التي تواجه الشرطة الإسرائيلية في المناطق [المحتلة]، تكمن في سرعة الانتشار. فمثلاً، في حادث مستوطنة يتسهار، الذي بدأ بعملية قام بها فلسطيني في داخل المستوطنة وانتهى بهجوم دموي قام به المستوطنون على قرية عصيرة القِبلية، استدعى قائد "شرطة السامرة" 130 شرطياً، غير أنهم وصلوا إلى مكان الحادث بعد وقوعه بساعة ونصف ساعة، ولم يبق لهم سوى جمع الإفادات.
· إن الفترة الراهنة في مستوطنات يهودا والسامرة [الضفة الغربية] ليست سهلة بتاتاً، فالقيادة المدنية والدينية منقسمة على نفسها، و"مجلس مستوطنات يهودا والسامرة وغزة" [ييشع] لم يعد مسيطراً على الوضع، إذ إنه متهم مع الحاخامات الكبار بعدم منع الانفصال [عن قطاع غزة]، والذي أدى إلى طرد مستوطني غوش قطيف.
· إن الذي يقود الجزء الأكبر من نشاط المستوطنين هم الشباب. أمّا الجيش الإسرائيلي فلا يزال واقعاً تحت وطأة صدمة حرب لبنان الثانية، والتي رسخت مقولة أن العمليات التي يقوم بها في المناطق [المحتلة] أثّرت في أدائه العام كثيراً.
· يُظهر الواقع السائد في المناطق [المحتلة]، في الوقت الحالي، أن لا وجود لسلطة عليا ميدانية، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي هو السلطة العليا الحقيقية هناك. وعلى ما يبدو، فإن الجيش يدفع ثمن أخطاء حكومة لا تؤدي مهمتها. وهناك أغلبية في صفوف المستوطنين، لا تشعر بأنها جزء من الخطاب العام، غير أنها تلتزم الصمت، ولا تملك القوة لوقف نشاط الأقلية الجامحة والعنيفة. ولم يعد هناك قيادة في إمكانها أن تواجه المشكلة، كما أنه لا توجد رؤية من شأنها أن تشكل عامل وحدة وأن تعزز قوة العناصر العاقلة. لقد مر أكثر من 40 عاماً على الاحتلال الإسرائيلي [في سنة 1967] وما زالت إسرائيل لا تعرف ما الذي ترغب فيه.