احتمالات اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

في الذكرى السنوية الثامنة لاندلاع الانتفاضة الثانية، والتي تصادف اليوم، من المحتمل أن يؤدي الخلاف الداخلي في السلطة الفلسطينية، وخلال وقت قريب، إلى اندلاع مواجهة جديدة بين إسرائيل والفلسطينيين في الضفة [الغربية]. ومن الممكن أن تساهم سلسلة الحوادث التي وقعت مؤخراً بين مستوطنين متطرفين وجيرانهم الفلسطينيين، في إذكاء الحريق.



ويتبين من خلال أحاديث جرت مع ناشطين بارزين في حركة "فتح" أنهم يرون أن الجمود في المفاوضات السياسية، واستمرار البناء في المستوطنات، وازدياد عنف المستوطنين، هي أمور تشكل وصفة لانفجار جديد. ويضاف إلى ذلك استياء متنام من أداء السلطة الفلسطينية، ومن عدم قدرتها على الرد على ما يوصف بأنه إضرار إسرائيلي بالمصالح الفلسطينية، في الوقت الذي تنجح حركة "حماس" في إقامة سلطة مستقلة كاملة في قطاع غزة.



خلال الأسبوع الفائت دعا قدورة فارس، وهو أحد زعماء " تحالف السلام الفلسطيني"، رئيسَ السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلى وقف المفاوضات مع إسرائيل فوراً. وقال إن من غير المعقول أن يواصل عباس الجلوس مع الإسرائيليين بينما يستمر البناء في المستوطنات. إن كلماته تعكس استياء الرعيل الثاني في حركة "فتح" بالضفة من ضعف الرئيس ورئيس الحكومة، وهذا الرعيل يضم أشخاصاً من قادة الانتفاضة أمثال قدورة فارس وحسام خضر من مخيم بلاطة بجوار نابلس. ويشاركهم في هذا الموقف ناشطون أصغر سناً من كتائب شهداء الأقصى ممن لم يحصلوا بعد على عفو كامل من الإسرائيليين ولا يزالون محتجزين، لغرض الحماية، في منشآت تابعة للسلطة الفلسطينية. إنهم جميعاً يحذرون من أن المواجهة تقترب، ومن أنها ستقع مع إسرائيل تحديداً.



لقد حذر قدورة فارس من إمكان نشوب مواجهة ستكون من أعنف المواجهات التي عرفتها المنطقة، وسترتدي صبغة دينية، بسبب غياب التسوية السياسية. وقد صدرت تحذيرات مماثلة عن رئيس الفريق الفلسطيني للمفاوضات أحمد قريع. إنه أيضاً يفهم أن من شأن الجمود في المفاوضات أن يؤدي إلى انفجار العنف. وفي ظل واقع تقوم إسرائيل بوضع 630 حاجزاً في الضفة (حسب معطيات الأمم المتحدة)، ولا يشهد الوضع الاقتصادي تحسناً يذكر، وتفرض "حماس" على إسرائيل وقفاً لإطلاق النار في القطاع، يتنامى عدد الفلسطينيين الذين يعتقدون أن اللجوء إلى الكفاح العنيف في الضفة هو مسألة وقت ليس إلا.



إن رجال الاستخبارات الإسرائيليين لا يرون الضفة "ناضجة" لانتفاضة ثالثة، وذلك بسبب التعب الشديد الذي يسود الجمهور الفلسطيني جراء المعاناة التي تسببت الانتفاضة السابقة بها. وثمة شك كبير في أن تكون "فتح" قادرة الآن على دفع أعداد غفيرة من الجمهور لخوض كفاح عنيف آخر ضد إسرائيل. لكن من شأن الاحتكاك المستمر مع المستوطنين، أو قيام بعض اليهود بعملية مسلحة ضد عرب في الضفة، أن يكون الشرارة المقبلة، تماماً مثلما كانت زيارة أريئيل شارون لجبل الهيكل [الحرم الشريف] قبل ثمانية أعوام.

ضحايا الانتفاضة الثانية، بحسب "هآرتس" *

 

      المناطق [المحتلة]           إسرائيل

قطاع غزة

الضفة

المجموع

 

فلسطينيون قتلتهم قوات الأمن

2970

1784

4754

69

فلسطينيون قتلهم إسرائيليون

4

41

45

3

إسرائيليون قتلهم فلسطينيون

39

197

236

490

رجال أمن إسرائيليون قتلهم فلسطينيون

97

148

245

90

مواطنون أجانب قتلهم فلسطينيون

10

7

17

37

مواطنون أجانب قتلهم رجال أمن إسرائيليون

4

6

10

 

فلسطينيون قتلهم فلسطينيون

458

135

593

 

* بين 29/9/2000 و 31/8/2008