السلاح النووي الإيراني هو مشكلة بالنسبة إلى العالم وإلى إسرائيل بصورة خاصة
تاريخ المقال
المصدر
.......
- تتوقع إسرائيل، بعد تأكيد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية سعي إيران لامتلاك القدرة النووية، خطوتين حاسمتين، هما: أولاً، موقف دولي موحد معارض للمشروع النووي الإيراني يشمل روسيا والصين؛ ثانياً، فرض عقوبات قاسية على إيران تجعل الرئيس الإيراني علي خامنئي يدرك الضرر الكبير الذي سيلحق ببلده في حال أصبحت إيران دولة نووية.
- لن يوقف الإيرانيون مشروعهم النووي إلاّ إذا وصلوا إلى الاستنتاج بأن من يقود العالم جدي. فالجميع يدرك أن ما يحدث اليوم هو بمثابة اختبار للرئيس الأميركي باراك أوباما ولقدرته على القيادة وعلى الإقناع وعلى تزعم ائتلاف معارض لإيران، وإلاّ فإن الإنجاز الذي تحقق بصدور تقرير الوكالة الدولية سيذهب هباء. وحتى لو فرضت الولايات المتحدة عقوبات منفردة على إيران، فإنه ليس واضحاً إلى متى ستظل الفرصة الدبلوماسية متوفرة.
- وهذا الأسبوع، أوضحت مصادر سياسية رفيعة المستوى أهمية الموقف الذي ستتخذه روسيا في الوقت الراهن، لأن الروس، في رأي هذه المصادر، هم الذين سيقررون مصير قيام جبهة موحدة ضد إيران، وهم أيضاً المفتاح لعزل الصين التي قد تضطر نتيجة ذلك إلى تغيير موقفها من إيران.
- ويثير الموقف الروسي قلق إسرائيل، لأن روسيا تسعى للاستفادة من كل الأوضاع، مالياً وسياسياً. كذلك تحاول موسكو استخدام كل الاحتمالات من أجل عقد صفقات مربحة سواء في مجال النفط أو السلاح. لذا، ثمة من يقول في إسرائيل إن روسيا حسمت موقفها وهي تقف إلى جانب"الأشرار"، لكن هناك من يلتزم الحذر إزاء روسيا ويحترم موقفها، وفي طليعة هؤلاء وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، الروسي الأصل.
- إن فرض مجموعة جديدة من العقوبات على إيران يمكن أن يؤدي إلى لجم الهجوم العسكري على المنشآت النووية الإيرانية، وهي تشكل الوسيلة الأخيرة التي يمكن استخدامها بعد فشل الوسائل الأخرى.
- ويجري النقاش بشأن الهجوم الإسرائيلي على إيران في الوقت الذي ما زالت فيه كل الاحتمالات مطروحة على الطاولة. وحتى مئير داغان، الذي تطرق قبل أشهر إلى هذا الموضوع، لم يقل إن الهجوم على إيران غير ممكن، وإنما اعتبره أمراً غير حكيم. وتشير التقديرات السائدة حالياً في الجيش الإسرائيلي إلى أن إيران تشكل خطراً محتملاً على إسرائيل، لكن على الرغم من ذلك من الأفضل عدم استخدام العمل العسكري ضدها. وثمة إجماع داخل الجيش الإسرائيلي على أن المواجهة العسكرية مع إيران لن تكون منفردة، وإنما ستؤدي إلى مشاركة كل من "حماس" وحزب الله في مهاجمة المدن الإسرائيلية.
- وتعتبر كل من إسرائيل والولايات المتحدة أن خامنئي هو المسؤول عن تطوير السلاح النووي في إيران، وهو القادر على تغيير هذا القرار، وأن أفضل ما يمكن أن يحدث في إيران هو قيام الشعب والمعارضة بتغيير النظام، إذ من شأن العقوبات أن تتحول إلى عنصر أساسي يساهم في تسريع هذا التغيير. وفي حال لم يحدث ذلك، فإن كل الخيارات ستبقى مطروحة على الطاولة.