موقف الولايات المتحدة بشأن معارضة شن أي هجوم عسكري إسرائيلي على إيران لم يتغير
تاريخ المقال
المصدر
- على الرغم من أن احتمال إقدام إسرائيل على شن هجوم عسكري على إيران يهدف إلى كبح برنامجها النووي يتصدر جدول الأعمال العام في إسرائيل على مدار الأسبوعين الفائتين، إلاّ إن موقف الإدارة الأميركية الذي يعارض اللجوء إلى أي خيار عسكري في هذا الشأن ما زال على حاله ولم يتغير قيد أنملة. ويمكن القول أيضاً إن البيت الأبيض والبنتاغون [وزارة الدفاع الأميركية] غير مستعدين حتى لسماع أي تلميح يتعلق باحتمال شن هجوم كهذا.
- وأكدت مصادر سياسية رفيعة المستوى في الولايات المتحدة لصحيفة "يديعوت أحرونوت" هذا الأسبوع أنه إذا كانت هناك جهات معينة في القدس تعتقد أنه سيكون من الصعب على الرئيس باراك أوباما، بسبب انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة [في سنة 2012]، أن يقف ويعلن على الملأ معارضته شن هجوم عسكري إسرائيلي على إيران، فإن هذه الجهات ترتكب خطأً فادحاً ولا تقرأ الوضع الأميركي جيداً.
- ولا بد من الإشارة كذلك إلى أن الأميركيين يراقبون عن كثب أي تحركات تقدم عليها القيادتان الأمنية والسياسية في إسرائيل، ويبذلون كل ما في وسعهم كي يكونوا أول المطلعين على أي تحول في مواقف هاتين القيادتين إزاء الموضوع الإيراني.
- مع ذلك فإن تصاعد حدة التهديدات الإسرائيلية لإيران تخدم الولايات المتحدة كثيراً، ذلك بأنها تساعدها في إقناع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بمن فيهم روسيا والصين باتخاذ قرار يقضي بتشديد وطأة العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية المفروضة على إيران لكبح برنامجها النووي. ولا شك في أن الولايات المتحدة معنية بتسريع هذه العقوبات في الوقت الحالي من أجل الحد من انتشار النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط الذي يشهد تحولات كبيرة مرتبطة بالثورات الشعبية المندلعة فيه. وثمة تنسيق تام في هذا الشأن بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وقد انعكس، مثلاً، في موافقة الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس" بوساطة مصر، والتي تمثل أحد أهم أهدافها في تعزيز أواصر العلاقة بين تلك الحركة والسلطة المصرية الجديدة.