إيران تستخدم "الجهاد الإسلامي" للدفاع عن مصالحها في المنطقة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • لفتت نظر الإسرائيليين الذين تابعوا أخبار التصعيد في الجنوب التقارير الكثيرة التي قالت إن حركة "الجهاد الإسلامي" هي الجهة التي أطلقت نحو 40 صاروخاً وقذيفة مدفعية على إسرائيل خلال يومين، وكانت إسرائيل قد ردت على القصف باغتيال خمسة أعضاء من "الجهاد". فقد كان التقدير السائد أن ليس لدى "حماس" أي مصلحة في التصعيد لأنها تنتظر المرحلة الثانية من إطلاق الأسرى ضمن صفقة شاليط، فما هي، والحال هذه، مصلحة "الجهاد الإسلامي" في المبادرة إلى المواجهة في هذا الوقت بالذات؟ إن الجواب هو خارج قطاع غزة.
  • تختلف حركة "الجهاد الإسلامي" كتنظيم إرهابي عن "حماس"، فبعد خيبة أمل مؤسس الحركة فتحي الشقاقي من حركة الإخوان المسلمين، الحركة الأم لـ "حماس"، رأى في آية الله الخميني مرشداً روحياً له، وكتب كتاباً في هذا الموضوع عنوانه "الخميني: البديل والحل الإسلاميين".  وتحول إعجاب الشقاقي بإيران إلى الميزة الأساسية لـ "الجهاد الإسلامي".
  • وعلى عكس "حماس" التي، حتى سنة 2003، كانت تعتمد على التمويل من السعودية، فقد كان "الجهاد الإسلامي" يحظى بدعم إيران. وفي الوقت الذي بقيت فيه "حماس" ملتزمة إقليمياً بالإخوان المسلمين، أثبت "الجهاد الإسلامي" خلال الأعوام العشرة الأخيرة أنه الطرف الذي يمكن أن تثق به إيران، وأنه يقف إلى جانبها كلما أرادت أن تخلق عدم استقرار بين إسرائيل والفلسطينيين.
  • ثمة أكثر من مصلحة لإيران في الوقت الحالي تدفعها نحو افتعال مواجهة عسكرية على طول الحدود مع إسرائيل. فهناك، أولاً، الرغبة في إنقاذ نظام الأسد في سورية الذي تعطيه أولويه كبيرة، إذ من شأن صور تبادل إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين المساهمة في تحويل الانتباه عن الصور القاسية للمذبحة التي يتعرض لها السنّة في سورية. كذلك، فإن التصعيد على الجبهة الإسرائيلية سيدفع الجامعة العربية إلى الاهتمام من جديد بالموضوع الفلسطيني بدلاً من الضغط على الأسد للقيام بإصلاحات. من جهة ثانية، فإن سقوط الحكومة السورية وقيام نظام جديد يسيطر عليه السنّة سيكون لهما نتائج كارثية على موقع إيران، إذ حتى الآن لم يقبل السنّة في العراق بتقدم الشيعة العراقيين عليهم نتيجة الحرب التي شهدها بلدهم، ومن الممكن أن يثور هؤلاء من جديد على أمل الحصول على دعم النظام الجديد في سورية. علاوة على ذلك، سيؤثر تغير الحكم في سورية في السنّة في لبنان الذين قد يرفضون سيطرة حزب الله على بلدهم. ولن يتوجه السنّة في هذين البلدين إلى إيران، وإنما إلى تركيا.
  • إن وضع "حماس" حالياً مختلف عما كان عليه سابقاً، فهي، من جهة، تنظيم هدفه مقاومة إسرائيل، لكنها، من جهة أخرى، لديها مصالح محددة تدفعها إلى المحافظة على الهدوء في هذه المرحلة، وليس فقط من أجل الأسرى. ويفترض أن تستفيد "حماس" من التطورات الاستراتيجية الإقليمية في حال أدت إلى وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر وفي دول عربية اخرى. من هنا، كلما ازدادت قوة إيران نتيجة الانسحاب الأميركي المتوقع من العراق وتقدم مشروعها لإنتاج السلاح النووي، كلما ازدادت احتمالات أن تطلب إيران من القوى التابعة لها التحرك من أجل تحقيق أهدافها والدفاع عن مصالحها في مواجهة الأطراف الأخرى التي تنافسها على النفوذ في المنطقة.
 

المزيد ضمن العدد 1292